شيكاجو - (رويترز)
أصبح السفر بالطائرات مكلفاً ومزعجاً للمسافرين لكن المشكلة أسوأ بالنسبة لشركات الطيران، إذ اقتربت تكاليف الوقود من 40% من قيمة تذكرة السفر رغم تكرار زيادة الأسعار على مدى العامين الأخيرين.
وتزايدت الصعوبات التي تواجهها شركات الطيران التي تكافح لمواصلة نشاطها بأقل أرباح ممكنة لإقناع الناس بدفع المزيد للسفر على طائرات مزدحمة كثيراً ما تتأخر عن مواعيدها.
وقال مايكل بويد خبير الطيران لدى مجموعة بويد (هذا الوضع والارتفاع الصاروخي في كلفة الوقود تحول من مشكلة تكاليف خطيرة إلى مشكلة ستنسف بالكامل الأسلوب الذي تدار به شركات الطيران).
وقالت رابطة النقل الجوي الأسبوع الماضي إن تكلفة الوقود اقتربت من 40% من قيمة تذكرة السفر بالمقارنة مع 15% عام 2000. وتهدد هذه الزيادة الكبيرة بإفساد ما تحقق من تقدم في عامي 2006 و2007 عندما بدأت صناعة الطيران تخرج من الركود الذي انزلقت إليه عام 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر.
والآن تواجه شركات الطيران ركوداً آخر يفاقمه ارتفاع أسعار الوقود وأصبحت الشركات الكبرى تقلّل قدراتها التشغيلية وتقلّص أعداد العاملين على أمل خفض التكاليف بما يمكنها من مواصلة نشاطها.
وتوقعت شركة يونايتد في ضوء أسعار النفط الحالية أن تبلغ كلفة الوقود هذا العام 9.5 مليارات دولار ارتفاعاً من 3.5 مليارات عام 2007 .
وتوضح أبحاث مجموعة بويد أن متوسط أسعار السفر في الرحلات الداخلية بالولايات المتحدة عام 2007 بلغ 181.91 دولار بالمقارنة مع 188.16 دولار عام 2000 عندما كان سعر برميل النفط أقل نحو 100 دولار من مستواه الآن.
وفي الوقت الحالي تخصص شركات الطيران 74.03 دولار من متوسط سعر التذكرة لتغطية ثمن الوقود مقابل 31.77 دولار عام 2000 .
وفي ضوء هذا العبء غير المسبوق على شركات الطيران تبحث الإدارة بين دفاترها عن مصادر جديدة للدخل. فعلى سبيل المثال تتقاضى شركات الآن ثمن الوجبات التي كانت من قبل مجانية بالإضافة إلى الحصول على مقابل للأماكن المفضّلة في الطائرة.
وفي وقت سابق من العام الجاري بدأت شركات طيران تتقاضى من العملاء مقابل نقل حقيبة ثانية في خطوة أثارت استياء الركاب. وفي مايو قالت أمريكان ايرلاينز إنها ستفرض على الركاب 15 دولاراً مقابل نقل حقيبة واحدة وأثار ذلك غضب بعض المسافرين. واقتدت بهذه الخطوة يوم الخميس الماضي شركتا يونايتد ايرلاينز ويو.اس ايروايز.
ويتوقّع خبراء أن تحذو شركات أخرى حذوهما.