Al Jazirah NewsPaper Tuesday  17/06/2008 G Issue 13046
الثلاثاء 13 جمادىالآخرة 1429   العدد  13046

محطات مسافرة
وسيلة محمود الحلبي

 

إن الداعية هو شخص تتوفر فيه شروط الدعوة الدينية في شخصه، فلابد أن يتسم بالسماحة والخلق والمبدأ والبشاشة والصحة النفسية، يتخذ من هدي الدين العظيم دستوراً يحكم سلوكه ويحدد اتجاهاته في كثير من مواقف اللقاءات التي تنشأ خلال الممارسة أو الاحتكاكات بالآخرين.. حيث تتطلب الدعوة إلى الله وإلى الخير والمعروف والنهي عن المنكر الموعظة والحكمة والخلق الحسن. ولابد أن يكون على علمٍ تامٍ وفهم أكيد بأسس الطبيعة البشرية. ولابد له من التدريب والتخصص وتعلم اللغات المختلفة والتدريب على استخدام الطرق والأساليب النفسية والاجتماعية والدينية للدخول في مناقشات وإقناعات تسهل عمله وتكفل له النجاح وثقة المتلقي معه.. فديننا الإسلامي تميز بالسماحة والفضيلة والحكمة والموعظة الحسنة، قال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}فالدعوة إلى الله تحتاج إلى سعة الصدر والصبر.. وعلى الداعي أن يكون صديقاً للمجتمع وأخا دون عنفٍ أو إكراه.. والحكمة في الدعوة هي نشر الحب والسماحة والفضيلة في المجتمع واتباع ما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه وما رجال الحسبة حفظهم الله إلا إخوة كرماء يبغون وجه الله في عملهم واحتساب الأجر منه وصلاح المجتمع دون تجريحٍ أو تشهير أو عنفٍ أو كراهية أو مقاومة.. فجزاهم الله عنا خير الجزاء ووفقنا وإياهم إلى ما يحب ربنا ويرضى.

لا.. للإحباط

الإحباط هو حالة انفعالية غير سارة قوامها الشعور بالفشل وخيبة الأمل تتضمن إدراك الفرد بوجود عقبات تحول دون إشباعه لما يسعى إليه من حاجات ودوافع.. وللإحباط عدة وجوه مثلاً: أن يحرم طالب من دخول لجنة الاختبار لوصوله متأخراً، أو فشله في الحصول على مؤهل ومجموع كبير يؤهله للالتحاق بالكلية التي يطمح إليها نظراً لظروفٍ ألمت به أو شاب لم يستطع أن يتزوج بمن يحب.

ومصادر الإحباط نوعين داخلية وخارجية، فالداخلية تتركز في العوامل الشخصية ومصدرها الشخص ذاته وسمائه.

أما الخارجية فهي الظروف المادية الطبيعية كالمناخ والطقس والضوضاء والتلوث البيئي والظروف الاجتماعية والأسرية وبعض العادات والتقاليد وتفقد النظم والتراكم المعرفي والمعلوماتي. والإحباط موجود في حياتنا صغاراً وكباراً.. ويصبح الشعور بالإحباط أشد وطأة وإيلاماً للنفس عندما يدرك الفرد أن الأهداف التي لا يستطيع الفرد تحقيقها مهمة وضرورية. ومع كل هذا فلنضع شعار (لا للإحباط) وعلينا أن ننمي السمات المزاجية الانفعالية التي تساعد النشء على مواجهة الصراعات والإحباطات كالمثابرة وقوة العزيمة والصبر والتفاؤل والثقة بالنفس والمرونة في مواجهة المواقف الصعبة وتجنب استخدام الأساليب غير السوية في تربية الأبناء كالتفرقة والتذبذب في المعاملة، وضرورة مساعدة النشء على معرفة قدراتهم ومواهبهم الفعلية والحقيقية ومساعدتهم على اعتناق المبادئ والأخلاق، وإشباعهم للاحتياجات النفسية دون إفراط أو تفريط.. وتنمية الوازع الديني لدى النشء وإتاحة الفرص المناسبة لتدريبهم على المنافسة وإبداء الرأي وتقبل الرأي الآخر واحترامه.

قل لي من تصادق أقل لك مَنْ أنت

الصداقة الحقة شجرة وارفة الظلال.. وبستان خيرٍ وعطاءٍ والصديق الصدوق من يصدق صاحبه في كل الأمور دون مجاملة وأن يصادقه في الله دون مصلحة وكلنا نحتاج إلى الصداقة ومصاحبة الأصدقاء الأوفياء للأنس في الوحدة، والائتمان على الأسرار والتمثل بأخلاقهم العالية وتصرفاتهم الجيدة وأن يكونوا مثلنا الأعلى.. ومن المعروف أن اختيار الصديق الصدوق في هذا الزمن العجيب صعب جداً وأصبحت قضية الصحبة من أخطر القضايا التي يجب الاهتمام بها.. كون الرفقة الصالحة فريدة ومتميزة والمرء يحشر مع من أحب لذلك لابد من الحرص في دقة الاختيار في المصاحبة.. يقال: (الصاحب ساحب) والصداقة الحقة لا تنتهي بموقف، أوكلمة فصديق اليوم هو صديق الغد وهو كالشجرة الصلبة الصامدة لا تغيرها الظروف.. فهنيئاً لنا بصداقة مثمرة حقيقية صامدة لا تتغير بتغير الأحوال المناخية والاقتصادية والمادية..

سلام على الدنيا إذا لم يكن فيها

صديق صدوق صادق الوعد منصفا

لحظة دفء

حبذا العيش بأكناف المصيف

بين نفح الورد والجو اللطيف

ملعب للحسن يجلوه الهوى

وظلال الدوح والغصن الوريف

للتواصل فاكس 2319959 - ت 2317743

ص.ب 40799 الرياض 11511


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد