لعل أهم الأمور التي ستحدد مسيرة المنتخب مستقبلاً وحظوظه في التأهل لكأس العالم المقبلة هو المدرب القادم للأخضر.. فإذا ما وفق الأخضر بمدرب جيد لقيادته في التصفيات الصعبة القادمة فإنه سيحافظ على حظوظه بالتأهل في ظل انخفاض مستويات معظم الفرق المرشحة للوصول للمونديال.. فالمنتخب الكوري متواضع جداً ومثله الإيراني والضيف الجديد منتخب استراليا في المتناول واليابان ليس غريبا على منتخبنا وباستطاعتنا تجاوزه..
إذاً التأهل لن يكون صعباً متى تعدلت أوضاع الأخضر الفنية وبالشكل الذي يستثمر كافة الإمكانيات الموجودة في الكرة السعودية.. قد يقول قائل ان هذا الكلام يخالف ما توقعته سابقاً بعدم تأهل المنتخب السعودي في ظل ما حدث في الموسم الماضي والذي قبله من ضغط للمباريات وإرهاق شديد للاعبين وتداخل مجهد للمسابقات..
أقول هذا صحيح لكن الكرة السعودية عموماً واللاعب السعودي تحديداً متقلب المستوى ومطوع فنياً وبإمكان المدرب الجيد ان يعيده للتألق سريعاً متى وجد الوقت الكافي لذلك ومتى تم دراسة المرحلة القادمة بعناية وتلافى الكثير من السلبيات.. ونحن نعلم جميعا ان هناك الكثير من الحالات للأندية والمنتخبات التي تحولت فيها الأوضاع رأساً على عقب بمجرد تغير الجهاز الفني ووفقاً لكفاءته وقدرته..
ومن هذا المنطلق أتمنى أن يوفق اتحاد الكرة في التعاقد مع مدرب المرحلة بعيدا عن أي اجتهادات أو قرارات متسرعة عاطفية لا تحسب حسابا للكثير من اشكاليات الوسط الرياضي والأجواء المحيطة بمدرب المنتخب.. والتي كثيراً ما أسهمت في إسقاط المدرب وعجلت برحيله.. لذا فالعودة مجدداً وفي هذه المرحلة الحساسة والحرجة جداً لدخول تجربة مدربي الأندية هي مغامرة غير محمودة العواقب.. ففي حالات كثيرة تم اللجوء لمدربي الأندية الناجحين مع أنديتهم لكنهم فشلوا في تكرار النجاح مع المنتخب وخصوصاً مدربي الهلال.. والسبب في تصوري يعود لاختلاف العمل في النادي عنه في المنتخب.. فضلاً عن اختلاف الظروف والأشخاص وكذلك ما يوجهه المدرب القادم للمنتخب من الهلال من هجوم شرس يطاله ويطال لاعبي الهلال أنفسهم المختارين للمنتخب.. وآخر ما حدث كان في مرحلة باكيتا القريبة والتي شهدت فشله الذريع رغم تحقيقه لست بطولات مع الهلال.. وفي وقت مضى أعلن اتحاد الكرة ايقاف تجربة اللجوء لمدربي الأندية لتدريب المنتخب لتكرار فشلها وعدم الجدوى منها مهما كان اسم المدرب.. ومهما حقق من نجاح.. فتدريب المنتخب مختلف والوسط الرياضي نفسه مختلف وقناعات الجماهير وتغيراتها مختلفة هي الاخرى مما يجعل العمل في هذا الوسط يحتاج لأسماء بعيدة عن أي لغط أو حسابات أو محسوبيات..
.. شخصياً أتمنى صادقاً أن يبحث اتحاد الكرة عن مدرب قدير لم يسبق له العمل لدينا.. وذلك لأسباب عديدة منها الحصول على شخصية بعيدة عن أي خلفيات أو انتماءات وأيضاً الحصول على طموحات جديدة وآراء جديدة وهو ما يجعل فرص النجاح أمامها أكبر وأفضل.. قد يعتقد البعض انني أخشى على مدرب الهلال كوزمين من الذهاب للمنتخب وهذا غير صحيح فالمنتخب هو الأهم ونجاحه هو المطلب.. والهلال قادر على الحصول على أفضل من كوزمين كما حدث مع باكيتا قبل أن يلفظه المنتخب.. لكن المرحلة حرجة وحساسة والعالم مليء بالمدربين الجيدين والمطلوب فقط حسن الاختيار.. لأن دخول المنتخب واتحاد الكرة في صراعات الأندية وانتماءات الإعلام والجماهير ليست في مصلحة الأخضر.. الذي سيقع ضحية لكل ذلك.. كما ان احترام اتحاد الكرة لقراراته السابقة أولى بالتطبيق مهما كانت المبررات والأسباب وإذا ما احتاج الأخضر لمدرب قدير فالمدرب عندي..!
لمسات
** جميل جداً أن تنتهي قضية اللاعب القدساوي عبدالملك الخيبري بهذا الشكل الجميل بحل الامر وديا بين الشباب والنصر.. لكن الأهم هو وضع الضوابط واتخاذ الاحتياطات التي تمنع تكرار مثل هذه التجاوزات من إدارات بعض الأندية!
* * *
** من كثرة ما يطرح الهلاليون اسم ظهير الاتفاق الأيمن راشد الرهيب بدا وكأنه نجم المنتخب البرازيلي السابق كافو..
حقيقة لا أجد اي مبرر لهذه الرغبة الهلالية الجامحة في اللاعب الذي لا يمكن تصنيفه ضمن النجوم بأي حال من الأحوال!
** بالمصادفة تابعت عبر أوربيت الرياضية إعادة لنهائي كأس ولي العهد الذي جمع الهلال بالقادسية قبل أربعة مواسم.. المباراة كشفت المستوى الكبير الذي كان عليه النجم الهلالي الشاب محمد العنبر.. قبل أن يتم تجاهله الموسمين الماضيين.. وحقيقة تأسفت على الوضع الذي يعيشه اللاعب والإهمال الذي طاله.. والأمل في الرائع عادل البطي ليعيد توهجه ويقدمه مجدداً نجماً في صفوف الأخضر.
* * *
** توقيع شركة الاتصالات السعودية عقود رعاية أندية النصر والأهلي والاتحاد خطوة رائعة نحو الانتقال لكرة القدم المحترفة بكافة وجوهها.. المطلوب مزيد من الأنظمة التي تمنح الأندية حق رعاية نفسها واتخاذ قراراتها المالية بنفسها كالنقل التلفزيوني مثلاً.