يعد الكثير من المهتمين بالشعر على أن الشعر الحقيقي هو الذي ينبع من معاناة.
والمعاناة كما نعلم لها أكثر من وجه!!
ومن وجهة نظري أن كثيرا من القصائد العظيمة وكثيرا من الشعراء الأفذاذ صنعهم (الفقد)..
وأعني بالفقد هنا.. أن فقدهم لشيء عزيز دفع (لمنادمته) شعراً، فمن أحب وفقد محبوبته كتب عنها أروع القصائد التي ربما أنها لن تظهر لو نجح في الوصول إليها.
والمراثي لا تعرض إلا على مسرح الفقد.
والمادح يكتب مدحاً في شيء يفقده هو، ولكنه يجده في شخص الممدوح.
والهاجي (فقد) السيطرة على أعصابه فكتب قصيدة هجاء.
وفقد بعض الناس لهويتهم بين الناس جعلهم يتخبطون بحثاً عن هوية، فكتبوا الشعر لعلهم ينتسبون له.
الفقد يدير اللعبة الشعرية، وهو محور معاناة الشاعر.
ومن جور قسوته تلين مشاعر الشاعر وتذوب أحاسيسه ليكتب قصيدة متفجرة تفضح حجم فقده..
وفي ظل هذه الزحمة الشعرية فقدنا الشعر فلم تعد القصيدة مغرية.. بل لم تعد قصيدة حتى لو جاءت محكومة بالوزن القافية معاناة الفقد غابت عن الشعراء لكنها (كبّلت) الشعر وقيدته في مفردات مكركبة وصوت مزعج..
نافذة
المسابقات جاءت بالمال وللمال.. وخدمة الشعر آخر الاهتمامات علينا أن ندرك هذا الأمر جيداً.. حتى لا تذهب أموالنا سدى!
brraq@hotmail.com