ذكرنا في مقالة سابقة أن المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية القادمة (باراك أوباما) قد يفاجئ العالم ويصبح أول رئيس أمريكي من أصل إفريقي، وها هو يسير نحو هذه الغاية؛ فقد ضمن ترشيح الحزب الديمقراطي له كمرشح له
في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الرابع من نوفمبر القادم أمام مرشح الحزب الجمهوري (جون ماكين)، كما أن استطلاعات الرأي العام أعطت (باراك أوباما) خاصة بين المستقلين حتى الآن تقدماً على (جون ماكين).
وتتجه الأنظار حالياً (لباراك أوباما) لمعرفة من سيقع اختياره عليه ليكون نائباً له أثناء الحملة الانتخابية وخلال توليه الرئاسة في حالة فوزه في الانتخابات، ومعلوم أن منصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة يحتل مكانة مهمة للغاية باعتبار نائب الرئيس يحل محل المرشح للر ئاسة في حالة حصول مكروه له ويقوم بإكمال الحملة الانتخابية كما يحل بدلاً عن الرئيس في حالة استقالته أو عزله أو وفاته.
وعلى الرغم من الأقاويل التي طرحت حول إمكانية اختيار أوباما لمنافسته السابقة في الترشيح لتمثيل الحزب الديمقراطي (هيلاري كلينتون) في انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة نائبة له، وذلك من أجل أن يكسب أصوات المؤيّدين لها والتي تبلغ (18) مليون ناخب معظمهم من النساء، إلا أن هذا الأمر لم يتأكد بعد، بل إن بعض الساسة من الحزب الديمقراطي ومنهم الرئيس الأسبق (جيمي كارتر) قد حذّروا (أوباما) من اختيار (هيلاري) نائبة له وذلك لأنها فشلت في كسب ترشيح الحزب الديمقراطي لها، ولأن وجودها في البيت الأبيض سيؤدي إلى وجود زوجها الرئيس السابق (بيل كلينتون) معها وهو أمر قد يسبب إحراجاً ل(أوباما) وقد يشل حركته في العمل.
فهل مع هذه المحاذير سوف يختار (أوباما) السيدة (هيلاري) نائبة له، أم أنه سوف يقرر اختيار نائب له آخر سواء كان رجلاً أم امرأة باعتبار أن الحزب يضم العديد من الساسة الجديرين بتولي هذا المنصب الهام، ويأتي في مقدمتهم إن كان سيختار لهذا المنصب امرأة السيدة (نانسي بيلوسي) رئيسة مجلس النواب والتي تشاطره الرأي حول الحرب في العراق وضرورة سحب القوات الأمريكية الموجودة به، وكذلك السيدة (مادلين أولبرايت) وزيرة الخارجية في عهد الرئيس (كلينتون) والتي لعبت دوراً كبيراً في اتفاق السلام الذي تم بين إسرائيل والفلسطينيين سنة 1993م عقب الاتفاق السري الذي تم قبل ذلك في أوسلو عاصمة النرويج.
ومما يشار إليه هنا أيضاً أن السيدة هيلاري سبق لها بعد انسحابها من الحملة الانتخابية أن أعربت عن عدم رغبتها في منصب نائب الرئيس لأنها تريد أن تصل كأول امرأة لمنصب الرئاسة وليس كنائبة للرئيس وهو الأمر الذي يمكنها من تحقيق إنجاز كبير سوف يسجله لها التاريخ.
ولأنها تريد أن تصل إلى ذلك المنصب عن طريق الانتخابات وليس باعتبارها نائبة للرئيس فيما لو حصل مكروه للرئيس سواء أثناء الحملة الانتخابية أو وهو في منصب الرئاسة في حالة فوزه في الانتخابات.
أما بالنسبة للرجال فيما لو قرّر (أوباما) اختيار رجل لمنصب نائب الرئيس فإنه يوجد كما أورد مستشار الأمن القومي الأسبق (بريجنسي) العديد من المؤهلين الديمقراطيين لهذا المنصب ممن يشاطر أوباما توجهه حول الحرب في العراق مثل (جيمس جونز) قائد قوات حلف النيتو السابق و(جوزيف بايرن) رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس و(كريس دور) عضو اللجنة المشار إليها.
وبعد فإنه بغض النظر عن من سيكون نائباً ل(باراك أوباما) فإن المرجح في نظر كثير من المراقبين أن (باراك أوباما) إن قرّر له أن يمر بالحملة الانتخابية بسلام سوف يصل إلى البيت الأبيض للعديد من الأسباب ومن أبرزها أن (أوباما) هو الشخص الذي يستطيع تغيير معادلة الحرب في العراق بسبب معارضته لها ومطالبته بسحب القوات الأمريكية هناك وهو الأمر الذي يتوافق مع رغبة الكثيرين من الأمريكيين المتذمرين من حرب العراق والذين بالطبع سيصوّتون لصالح (أوباما) لكونهم ينظرون إلى المرشح الجمهوري (جون ماكين) بأنه سوف يسلك نفس السياسة التي ينتهجها الرئيس الحالي (جورح بوش) في العراق إضافة إلى أن (أوباما) سوف يتفرغ بعد ذلك لمعالجة المشاكل التي يعاني منها الأمريكيون في مجال الاقتصاد والرعاية الصحية والضرائب والإجهاض.
وعلى الصعيد الدولي سوف يعزّز مكانة الولايات المتحدة وينتهج الأسلوب السلمي في معالجة مشاكل العالم.
فاكس: 4032285