ارتفعت أكف أفراد تسعمائة وثمانٍ وخمسين أسرة تم إعفاؤهم من قروض الصندوق العقاري، ارتفعت أكفهم بالدعاء بالخير والصحة وكل الدعوات الصادقة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أصدر أمره الإنساني بإعفاء جميع المتوفين من مديونياتهم لصالح الصندوق العقاري.
ولأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يبحث عن كل ما يخفف عن كاهل المواطن والأسرة السعودية، فقد تفهم حاجة الورثة الذين يفقدون أباهم أو معيلهم إلى التخفيف عن الآلام التي تسببها تزايد الحاجة في التقليل من الديون والالتزامات التي تحاصر الأسر التي تفقد معيلها. وبما أن المنزل والملبس والغذاء هي أكثر الحاجيات الأساسية التي يحتاجها الإنسان في هذا العصر وفي كل العصور، فإن المليك الرحيم دائماً ما يبادر إلى توجيه الجهات الرسمية بتوفيرها إلى المواطن بأسعار مريحة مقبولة. وللمليك مبادرة إنسانية رائدة بإنشائه مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي التي قدمت مئات المساكن للأسر المحتاجة، وقد حذت إلى جانب هذه المؤسسة مؤسسات أخرى، سيؤدي تكاتفها وتواصل اهتمامها بالمواطنين المحتاجين إلى توفير نسبة كبيرة من المساكن التي يحتاجها المواطنون.
وللملك عبدالله بن عبدالعزيز فضل السبق والاهتمام بالمواطن المحتاج وأسرته وإسقاط مديونات المتوفين المستحقة للصندوق العقاري، مبادرة إنسانية كريمة من أب رؤوف يعرف احتياجات أبنائه من المواطنين، وقد استفادت الكثير من الأسر السعودية من هذه المكرمة وأزاحت عنهم هموم الديون والحاجة. ولقد تلقيت العديد من اتصالات الأرامل والنساء الكبيرات اللاتي اقترضن من الصندوق العقاري وبأسمائهن بعد وفاة أزواجهن، وبعض هذه النسوة سددن جزءاً من الأقساط وتخلفن عن تسديد الأقساط الأخرى مما جعلها تتراكم وتشكل عبئاً كبيراً على المرأة وأبنائها، كما أن مندوبي الصندوق كثيراً ما يتصلون بالمقترضات الأرامل مثل غيرهن من المقترضين مطالبينهن بالتسديد أو تنفيذ الإجراءات. ومع أن الصندوق العقاري لم يحجز أو حتى يقدم شكاوى بحق المقترضين المتخلفين، إلا أن تلك النسوة يصيبهن القلق وحتى الخوف على المنزل الذي يأويهن. وقد اتصلت بي أكثر من امرأة فاضلة طالبة أن أرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأن تساوي مكرمته الإنسانية بإعفاء المتوفين من مديونياتهم للصندوق العقاري مع الأرامل اللاتي حصلن على قروض الصندوق العقاري بعد وفاة أزواجهن.
jaser@al-jazirah.com.sa