قد يبدو عنوان المقال غريبا وبعيدا عن الاقتصاد والمال، إلا أنني قد اخترته كونه يحمل طابعا اجتماعيا واقتصاديا في نفس الوقت، وما قصدته بصدر المجلس هو المكان البارز في أي مجلس يتجمع فيه مجموعة من الأشخاص وفي الغالب يكون في وسط المجلس، وقد يكون المجلس لاجتماع أسري أو مناسبة رسمية أو لقاء زملاء دوري. وقد جرى العرف لدينا في المملكة أن تعطى الأولوية في الجلوس في صدر المجلس للضيف أولا ومن ثم لكبار السن وذوي المناصب العليا، وفي المناسبات الرسمية والعامة غالبا يكون لعلية القوم من ذوي الجاه والمناصب العليا في الدولة وكبار رجال الأعمال.
ولا ضير في ذلك وهو ما اعتدناه في مجتمعنا الذي لا زال يحتفظ بقيمه وعاداته الاجتماعية التي غالبا تكون مثار تقدير من الزوار الأجانب، إلا أن ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع وبكل شفافية هو بداية انتشار عادة دخيلة على مجتمعنا بحدوث بعض التجاوزات لما اعتدنا عليه وأن يتصدر المجالس أشخاص من محدودي المؤهلات وصغار في السن ولكنهم أغنياء ولديهم المال الوفير الذين قد يكونون ورثوه أو كسبوه بين ليلة وضحاها، ومن ثم أصبح الواحد منهم يحمل لقب (الشيخ فلان الفلاني)، وهذه النوعية من الأشخاص في الغالب تكون محدودة المعرفة والعلم ولكن لديها الجرأة في تصدر المجلس والحديث بأي موضوع سواء اقتصادي أو اجتماعي أو غيره بل وتتجاهل الحضور من ذوي المؤهلات والعلم والثقافة، وكما نعلم بأن المال كما يأتي بسرعة فزواله أسرع وما أكثر من احتفي بهم بسبب مالهم اختفوا فجأة من المجتمع!!.
لكن القيم والمبادئ التي تربينا عليها يجب أن تبقى وأن لا تؤثر بنا المدنية والمظاهر، فمن المؤسف أن تحضر لمجلس من المجالس يضم نخبة من أفراد المجتمع من اقتصاديين وأكاديميين ورجال دين وثقافة وكبار مسؤولين متقاعدين وتفاجأ بأن التركيز الكامل على متصدر المجلس وهو شاب صغير في السن مؤهلاته محدودة ولا يستطيع أن يتحدث بجمل مفيدة بينما هذه النخبة من المجتمع تجلس في طرف المجلس.
كلي أمل أن لا يأتي اليوم الذي تطغى علينا المظاهر وحب المال ونشاهد فيه كبارنا وشيوخنا ومتقاعدينا (مهانين) في أطراف المجالس بسبب حضور جيل جديد ممّن يطلق عليهم (الشيخ)، قبح الله مثل هذه العادات الدخيلة علينا والواجب بترها في مهدها قبل استفحالها،،، والله من وراء القصد.
Fax2325320@ yahoo.com