التاريخ لا يخلد الفشل، ولا يلقي بالاً للمشاحنات، ولا يهتم كثيراً بالصراخ، التاريخ يخلد الناس الأكثر فاعلية الذين يعملون مع الكل من شروط نسقية أو حزبية أو طائفية أو قبلية، وإذا خلد التاريخ الفشل فإنه يضعه في صفحاته السوداء بلا فخر.
سقط هتلر في اليوم الثاني من تمجيده للعرق الآري، وسقطت الشيوعية بعد سنوات من الثورة البلشفية التي فتحت جبهات مع القارات الخمس، وسقط بن لادن بعد أن قسم العالم إلى فسطاطين، وبقيت (القبائلية) وليست القبيلة تابعة للتاريخ لا يمكن أن تتجه به يمنة أو يسرة.
(الأمة) ليست تلك التي تقول إنها شعب الله المختار وتلغي الآخرين، وإنما هي التي تؤسس مساحة واسعة من الحياة المدنية التي تقبل الجميع كما هم وليس كما يجب أن يكونوا.. إنها الأمة التي تعي أهمية الركض الجميل في عالم الإنسان: عالم البناء، الإبداع، التميز، الحضارة، إنها حياة راقية تتفاعل مع باقي الأمم من أجل السلام والحب والرفاهية.
لا شيء يعدل الإنسان سوى الدين الصحيح الذي يضعه على أرض خصبة من القيم والمبادئ والأخلاق، وليس الدين المؤول من قبل البشر والذي بات تجارة رابحة لدى كثير من التجمعات الحزبية - السياسية التي لا تخدم سوى أتباعها.
Ra99ja@yahoo.com