Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/07/2008 G Issue 13074
الثلاثاء 12 رجب 1429   العدد  13074
عاجل للإفادة
النمو بالتغيير!
فهد العجلان

عاد اقتصادي مرموق بعد سنوات طويلة من تخرجه إلى الجامعة ليستعيد بعض ذكرياته هناك، وحين التقى أستاذه القديم طلب منه أن يُطلعه على نماذج من أسئلة الاختبارات التي يؤديها الطلاب في السنوات الأخيرة.. كانت المفاجأة أن الأسئلة لم تتغير عما كان الاقتصادي يعهده في اختبارات المرحلة التي عاشها في الجامعة قبل خمسة عشر عاماً، وحين سأل أستاذه باستخفاف عن سبب ذلك قال البروفيسور الكهل: نسيت أن أخبرك حين كنت على كرسي الدراسة أن الأسئلة لا تتغير أبداً، إنما الذي يتغير هو الإجابات!

هذه الحكاية أو الطرفة تلخصها بمعنى آخر مقولة أحد أساتذة الاقتصاد الأمريكيين (الكل يريد النمو الاقتصادي.. لكن لا أحد يريد التغيير!). هذا الواقع يتكرر في أكثر من موقع ومجال وعلى جميع المستويات تقريباً؛ فلا عجب أن تنفق شركات الملايين بهدف تحقيق النمو، لكنها تتردد كثيراً ولا تملك الرغبة والجرأة في التوقف لدقائق معدودة لتفكر في التغيير خصوصاً حين تشير جميع الدلائل إلى أنه الطريق الأوحد للنمو القادم.. هذه الحقيقة لا نبالغ حين نقول إنها تترجم علاقة الثقافة بالنمو الاقتصادي التي تمثل الحلقة الأضعف في مسيرة اقتصاد كثير من الدول النامية، وفي مقدمتها اقتصادات الدول العربية بشقيها العام والخاص.

شركات كبيرة كانت تملأ السمع والبصر أضحت اليوم جزءاً من ذكريات السوق، القادرون فقط على الجهر بثقافة التغيير في شركاتهم هم مَن منح بعض تلك الشركات فرصة الحياة بثياب لم تحرقها المنافسة وضغوط السوق؛ ولذا تنظر أدبيات الإدارة إلى التغيير باعتباره قضية ذات جانب يرتبط بالإنسان وثقافته في التعاطي مع الواقع ومتغيراته..

المشكلة أن الكثير ممن يناقشون قضية التغيير في الشركات والمؤسسات المحلية والعربية يطرحونها في سياق حلول الأزمات واحتواء الإخفاقات موقتاً! ولذا فإن غرس الوعي بالتغيير أولى من العمل على سرعة تطبيقه كيفما اتفق!



eco-manager@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 959 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد