حسم الاتحاد الأوروبي اليويفا الجدل الكبير الذي صاحب مشاركة نجوم الأندية الأوروبية مع منتخبات بلادهم.. حيث تشتكي الأندية الكبرى في أوروبا من إجهاد لاعبيها وغيابهم المستمر لتمثيل بلدانهم في البطولات الأوروبية، ولأن اليويفا هو الآخر يعاني من إثارة مثل هذه المشاكل قرر تعويض الأندية عن مشاركة نجومها في بطولة أوروبا الأخيرة، فقرر صرف مبالغ كبيرة عن كل مباراة وعن فترة الـ15 يوماً قبلها.. ما جعل الأندية تخرج بمبالغ محترمة جراء مشاركة أكثر من لاعب وفي أكثر من منتخب.. فحصلت الأندية على مبتغاها وتم تعويضها مادياً وهو الأهم في ظل الوضع الذي تعيشه كرة القدم حالياً والتي أصبحت صناعة تهتم بالربحية وتسعى لها.
وبالنظر لهذا الوضع نجد أن المسألة مسألة مادية بحتة سواء فيما يتعلق بالأندية أو بالمنتخبات المستفيدة من خدمات اللاعبين، فهي في النهاية تخضع لعملية رعاية وعقود ضخمة والبطولات الدولية تدر مبالغ ضخمة على الاتحادات القارية ما يجعل مشاركة الأندية صاحبة الشأن في فوائد وأرباح هذه البطولات بات أمراً مشروعاً.. فالأرباح التي حققتها بطولة أمم أوروبا الأخيرة وضحت على كافة المستويات وإذا ما ذهبت بكاملها للاتحاد الأوروبي (المنظم) فهذا يعني استفادة غير مشروعة من جهود الأندية ولاعبيها وبالتالي كان رضوخ الاتحاد الأوروبي للأندية أمراً منطقياً.. فالمسألة بزنس \ بزنس.. وطالما الأمر كذلك فيجب أن تنال الأندية حصتها هذا ما حدث.. ولأن الأمور متصلة ببعضها البعض بطريقة أم بأخرى فإن بادرة الاتحاد الأوروبي يمكن تطبيقها على الأندية السعودية التي كثيراً ما تشتكي من ارتباطات لاعبيها الدولية وغيابهم المستمر والطويل مع المنتخب السعودي.
ولذلك يمكن طرح مسألة تعويض الأندية طالما المنتخب السعودي بدوره أصبح يمارس الاحتراف قولاً وفعلاً وذلك بتوقيعه عقود رعاية ضخمة وبيع حقوق مبارياته الدولية على قنوات خاصة مما يوفر مبالغ مجزية قد يكون من المصلحة العامة أن يتم وضع آلية معينة تضمن للأندية التي لديها لاعبون في المنتخب الحصول على مبالغ مالية هي حق من حقوقها وهي التي تدفع مبالغ ضخمة كمقدمات عقود ورواتب وما إلى ذلك.
إذا نحن أمام مرحلة مختلفة من الاحتراف يجب أن نطبقها بحذافيرها وخصوصًا ما على اتحاد الكرة من واجبات شأنه شأن الأندية فالجميع يعيش عالم الاحتراف والكل يسعى للحصول على حقوقه.. وفي تصوري أن مثل هذا الوضع لو حدث سيكون خير تقدير وحافز للأندية التي تدعم المنتخبات والتي هي الآن المتضرر الأول دون مردود ملموس.. صحيح أن تمثيل المنتخب واجب وطني لكن ما المانع أن يكون هذا تحت مظلة الاحتراف ووفق الحقوق والواجبات فليس مقبولاً أن نطلب من الأندية أن تتبرع بمجهود لاعبيها ووقتهم في الوقت الذي تحصل فيه جهات أخرى على مبالغ ضخمة عن طريقهم وبواسطتهم!
لمسات
- لا شك أن الجميع يتمنى ويتطلع إلى نجاح تجربة احتراف نجم الأهلي حسين عبد الغني في سويسرا حتى تكاد تكون الأكثر جدية من بين جميع التجارب السابقة للاعبين بالنظر لفترة العقد ومبلغه وإذا لم ينجح عبد الغني في فرض نفسه في فريق مثل نيوشاتل وفي الدوري السويسري فإن مهمة اللاعبين السعوديين الآخرين ستكون أصعب بالتأكيد!
***
- عادت العجلة للدوران مجدداً ودب النشاط في أروقة الأندية استعداداً للموسم المقبل.. الفترة الحالية هي الأهم وهي التي ستحدد مدى قدرة أي فريق على المنافسة الحقيقية الموسم المقبل من عدمه وبالتأكيد نتطلع لتوسعة دائرة المنافسة بين أكبر عدد من الأندية ليصب ذلك في مصلحة الكرة السعودية عموماً.
***
- في كل موسم نتابع صفقات ضخمة لتعاقدات الأندية القطرية مع النجوم الدوليين لكننا نفتقدهم وقت الجد ولا يبرز من يستحق المتابعة في الدوري لتتأكد من جديد أن هناك فرق بين اللاعب الشهير واللاعب المفيد وهذا الأخير هو المطلب الأهم لكل الأندية.