Al Jazirah NewsPaper Sunday  20/07/2008 G Issue 13079
الأحد 17 رجب 1429   العدد  13079
أيديولوجية الإعلام السعودي لا تفريط فيها
بدر بن أحمد كريم

عام 1385هـ وحينما كنت مذيعا في الإذاعة السعودية، التقطت أذناي لأول مرة كلمة (أيديولوجيا) وفسرتها على أنها تعني (عقيدة) وعندما زودت مكتبتي المنزلية، بمعاجم تعرف مفهوم كلمة (أيديولوجيا) لم أستطع العثور على تعريف اتفق عليه الباحثون والدارسون، لكني فهمت أنه (المعتقد الديني).

تذكرت هذا الموقف قبل أيام، عندما أهداني الدكتور (محمد بن سعود البشر) (الأستاذ في قسم الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) نسخة من مؤلفه الموسوم ب (أيديولوجيا الإعلام) هو - كما قال عنه -: (محصلة محاضرات ألقاها على طلبة البكالوريوس في قسم الإعلام بالجامعة، في مقرر أيديولوجيا الإعلام، راعيت في إعداده أمورا أربعة: أن يكون مختصرا وجامعا، وأن يكون مركزا ومباشرا في المعلومة التي يقدمها، وأن يكون سهلا في لغته وأسلوبه بما يناسب أفهام الطلبة، وأن يكون مناسبا لغير المتخصصين في الإعلام ممن يستهويهم البحث، وينشدون المعرفة عن العلاقة بين الإعلام والأيديولوجيا) وما يهمني هو: الأمر الرابع والأخير، وقبل أن أقرأ هذه المحصلة تساءلت: ماذا تعني هذه الكلمة؟ وبعد القراءة اتضح أنها تعني (نظاما من الأفكار، يعبر عنه من خلال العملية الاتصالية التي تشمل: القائم بالاتصال، وطريقة استخدامه للنص، أو اللغة، أو الصورة (الساكنة أو المتحركة) التي تنقلها الوسيلة الإعلامية: المطبوعة، أو المسموعة، أو المرئية).

إذا لا إعلام بدون أيديولوجيا، ومن هنا فإنه يمكن القول: إن أيديولوجية الإعلام السعودي هي العقيدة الإسلامية التي منها ينطلق، وعبرها يؤدي رسالته ومسؤولياته: كلمة، وصورة، ولغة، ومضمونا، وثقافة، وهذه العقيدة قررها بوضوح: النظام الأساس للحكم، والسياسة الإعلامية السعودية، ومن هنا باتت (العقيدة الإسلامية) في المجتمع السعودي، تؤطر حياته: السياسية، والإعلامية، والثقافية، والتربوية، والتعليمية، والاقتصادية، حتى إذا ما خرج عليها أو عنها خارج أعيد إليها، فهي ليست قابلة للمساومة، بل ترفض أي محاولة للخروج عليها.

أعود إلى تعريف الأيديولوجية الإعلامية، فإذا هي - كما عرفها الدكتور البشر - (المعتقد الديني أو الثقافي الذي يؤمن به الفرد، ويترجمه سلوكا في الواقع المعيش) ولن أسترسل في ضخ المزيد من المعلومات عن مصطلح الأيديولوجيا الإعلامية، ولكن من المؤكد (أنه في كل الأجهزة الإعلامية هناك أيديولوجيا ترتبط بمضامين الإعلام، حتى وإن كانت هذه الأجهزة تحيد العامل الديني، بوصفه أهم المعاني المرتبطة بالأيديولوجيا، فتحييد الدين هو ذاته معتقد أيديولوجي يؤمن بالمنهج العلماني، في النظرة إلى الكون والحياة).

الجيل الجديد من الإعلاميين السعوديين (ذكورا وإناثا) مطلوب منهم بوصفهم قائمين بالاتصال، وموصلي رسائل إلى جمهور المتلقين، التعمق في فهم أيديولوجية الإعلام السعودي، والتمسك بها، وعدم التفريط فيها تحت أي ضغوط كانت فلن (يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد