قليلة هي المؤتمرات واللقاءات الدولية التي تحظى بالمتابعة والاهتمام الدولي الذي يصل إلى حد الإجماع، وإلى ما بعد اختتام أعمالها، إذْ تظل ردود الفعل الإيجابية عن قرارات وأعمال المؤتمر رغم مرور عدة أيام على انتهاء جلساته.
ومؤتمر الحوار العالمي الذي اختتم أعماله يوم الجمعة الماضي أحد هذه المؤتمرات القليلة في وسائل الإعلام الدولية، ودوائر صنع القرار العالمي والأوساط الفكرية والسياسية، ومراكز البحث ومعاهد الدراسات الإستراتيجية والعلمية، لا تزال تواصل الحديث عن قرارات وتوصيات المؤتمر، والتي عدتها قرارات واقعية أفرزتها البحوث والمناقشات الحوارية التي تمت في جلسات المؤتمر ذات الطابع العالمي، والمتعدد الديانات والثقافات واعتبرت حضور ممثلي كل الأديان المعروفة ومفكري الثقافات والفلسفات المعاصرة نجاحاً ما بعده نجاح، وأنه لا بد وأن يحقق إضافة فكرية وحضارية ويسهم إلى حد كبير في معالجة العنف السياسي والإرهاب اللذين سادا العلاقات الدولية في العقدين الأخيرين واللذين مثلا أكبر العوائق التي اعترضت طرق ومسيرة البشرية جمعاء، لما فرضه هذان العاملان السلبيان على علاقات الشعوب بسبب جنوح المتطرفين من أتباع الأديان والفلسفات ومحاولاتهم فرض معتقداتهم بالإرهاب وإلغاء الآخر، فجاء المؤتمر وبهذه المشاركة الكبيرة سواء في أعداد العلماء والمفكرين أو في المستوى العلمي والرمزي كون المشاركين هم من يتبنون الصفوف الأولى في القيادات الروحية لأتباع الأديان أو كبار المفكرين والفلاسفة.
وهذه المشاركة الفعالة والإسهام الفكري والعلمي في جلسات المؤتمر أثرت النقاشات الحوارية وأفرزت قرارات وتوصيات لا بد وأن تسهم في إشاعة السلام والوئام ليس بين أتباع الأديان فحسب، بل يلغي الأحقاد والعداء بين شعوب الأرض، كما أن المؤتمر حقق ما كان يهدف إليه راعي المؤتمر وصاحب مبادرته خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو أن الأديان عامل توافق وعامل محبة وإشاعة للود والسلام بين أمم الأرض.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244