الجزيرة - أحمد القرني
نجح فريق جراحي في مستشفى قوى الأمن بالرياض في ترميم جمجمة شاب يبلغ من العمر 15 عاماً، إثر تعرضه لحادث مروري أدى إلى تهشم جمجمته وفقدانه الإبصار في عينه اليسرى.
وأوضح الدكتور خالد الذكري رئيس قسم طب الأسنان بالمستشفى أن الشاب نقل إلى قسم الطوارئ بمستشفى قوى الأمن فاقداً الوعي ويعتبر في حالة وفاة سريرية، وبعد إجراء عدد من الفحوصات الإشعاعية والتحاليل المخبرية تبين أنه يعاني من كسور في عظام الوجه والجمجمة وضغط شديد على العصب البصري للعين اليسرى الذي يقع في قاع الجمحمة ومن الصعب جداً الوصول إليه، وتم بموجبها اتخاذ قرار المسار العلاجي للحالة والتدخل الجراحي السريع لإنقاذه.
من جهته تحدث د. خالد هندي استشاري جراحة الوجه والفكين رئيس الفريق الجراحي أن إجراء العملية كان بمثابة المجازفة؛ نظراً إلى خطورتها ولإجماع الأطباء أن العصب البصري لا يستجيب للفحوصات الأولية واحتمال كبير لحدوث تهتك للعين وللأغشية والأوعية الدموية المحيطة بها. وأضاف أنه تم الاجتماع بوالدي الشاب وتقديم شرح مفصل عن الإصابة والخطة الجراحية وصعوبتها وضرورة التدخل الجراحي السريع لتفادي الالتئام الخاطئ لكسور الجمجمة الذي يجعل من الاستحالة التدخل مستقبلاً من أجل الحصول على النتائج الإيجابية المرجوة من الجراحة، وأنه تم في هذه العملية المعقدة الاستعانة باستشاري جراحة المخ والأعصاب د. عبدالفتاح الجمالي لنتمكن من المحافظة على سوائل الجمجمة، كما تم استخدام مواد لا تتوافر إلا في المراكز الصحية المتقدمة في العالم لترميم وتدعيم عظام الجمجمة المتهشمة.
وأضاف: تم الوصول إلى كل الأهداف المراد تحقيقها من إجراء العملية، وتم بذلك استعادة الإبصار، وإنقاذ الأعصاب المغذية لعضلات العين وإزالة الضغوط على العضلات المحركة للعين واستعادة العين حركتها بالكامل من كل الجهات، كما تمت استعادة الشكل الخارجي لعظام الوجه المتفتتة وإعادة بناء جدار العين وعظام الوجنة.. كل هذه الأهداف تحققت ولله الحمد.
إلى ذلك عبّر والد الشاب عن شكره للمولى عز وجل ثم للمسؤولين بوزارة الداخلية الذين وفروا لهذا الصرح الطبي كافة الإمكانيات اللازمة لتقديم خدمات طبية تضاهي ما يقدم في الدول المتقدمة، وقدّم شكره الجزيل لإدارة المستشفى وللدكتور هندي وزملائه لما بذلوه من جهد في سبيل إنقاذ ابنه وإعادته إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي.
