من القراء الأعزاء الذين يولون هذا الحيز في الجزيرة عنايتهم (أبو عبدالكريم 1)... وهو قارئ حصيف ذو رأي ينم عن متابعة دقيقة ومعايشة متفاعلة مع الحياة والإنسان ورؤى ما يكتب... بل لعله يغوص في دلالات أبعاد حروفي مما يثلجني ويسعدني أن أحظى بقارئ دؤوب واعٍ على يقين...
منذ مقال (من همومهن 3) المنشور في العدد 13042 الجمعة 9-6-1429هـ حتى العدد 13077 المنشور أول أمس الجمعة 15-7-1429هـ عقب واحداً وعشرين مرة على واحد وعشرين مقالاً..
ولما لتعقيباته من تحريض لبعث نقاط في مدارات الأفكار التي تناولتها الموضوعات... ولما لتفاعله مع أفكارها من أهمية في تقديري الشخصي لأهمية القارئ الواعي الحصيف... ولما تدعوه مثل العلاقة ومثاليتها بين الكاتب والقارئ فإنني أفرد له هذا المقال لمناقشة ما ورد في تعقيباته تقديراً وامتناناً وانتظاراً لأن تبقى علاقة الحرف بوعي القارئ ومتابعة اهتمامه...
***
يرى الأخ العزيز أبو عبدالكريم1 فيما يتعلق بهموم النساء أن الحلول تنبثق عن التخلص بوعي من الرأي الواحد في شأن حلول المشكلات التي تقع فيها المرأة ولا يتأتى ذلك دون الخلوص بالتطهر من العادات والتقاليد التي لا تمت للتشريع بصلة. كما يرى أن التكاتف الجمعي هو الحل الأول. وأن اتخاذ قرار الطلاق في حالات قد يكون فيه استبدال التعاسة بالسعادة دون أن الاضطرار لقبول التعاسة في سبيل إرضاء الآخرين... بينما في حالات يكون على الطرفين من المرأة والرجل العودة لوضعهما الطبيعي عند النظر إلى الأدوار وعدم التشبث بالرأي الواحد الذي يسبب الشتات درءاً للندم القادم فيما يدعو للحكمة والصبر لتنطفئ كثير من المشكلات...
***
*** ولعل ما عقبت به عزيزي يأخذ حيزاً في تفكير الطرفين وينبث نحو قناعاتهما ويستنيران به...
***
*** ويرى العزيز فيما يرى عن المنهزمين الذين جاء الحديث عنهم في مقال يوم 18-6-1429هـ أنهم أولئك المرضى النفسانيين الذين ينطوون على حقدهم فهم ضعفاء الشخصية يكتسبون من مناصبهم قوة خارجية لا يركض وراءهم إلا من يوهم بهم.. تجدهم يتمثلون في القادحين الناس الذامين كل ناجح تكبر في عيونهم صورهم الذاتية ويرون دوماً أنهم على صواب...
***
*** وتلك يا عزيزي بعض أشكال المنهزمين بلا شك...ربما تتنامى أمراضهم الداخلية بفعل من حولهم ممن لا يوقفون تياراتها الداكنة دون التدفق...
***
*** وفي بعض تعقيبات (أبو عبدالكريم1) يرى:
حول موضوع السياحة الداخلية المنشور في 20-6 يرى: أن الناس تتكلف التقسيط والديون من أجل السفر السنوي للتظاهر.
*** وحول مشكلات التعليم المنشور في 21-6 يرى: أن المشكلة تكمن في إحباط أكثرية أعضاء هيئة التعليم في المدارس لانشغال الوزارة بحملة اللقب العلمي (الدال) وثمة سبب جوهري هو هضم حقوق المعلمين وعدم منحهم المستويات التي يستحقونها احتراماً لأدوارهم.
*** بينما يؤكد حول تربية النشء إلى ضرورة العناية بضبط الزمام وعدم إيكال التربية للمربيات وغرس قيم الوقار وتبادل الاحترام بين أفراد العائلة تعقيباً على موضوع (أفكار عابرة المنشور 23-6).
*** كذلك يرى في موضوع (إنهم يقولون) في يومي 25-26-6 أن ليس هناك من لا يعرف حقوق الآخر ولكن عليه ألا يتجاوز فهمها بتأويلها كيفما يشاء.
*** ولعلنا عزيزي نتحرى معاً وعياً جمعياً يسهم معنا في تحري ما يمكن من أسباب نتجاوز به تلك المآزق التي تقصي عن سلوك سليم قويم هو أساس وقوام الأخلاق في كل أمر...فما قامت أمم على قوادم عزمها وشقت ضباب دربها واعتلت منابر النور إلا بأخلاقها في أمورها كلها...
(يتبع)