التحركات الريادية للسينما تفوق بكثير تحركات المسرحيين، فهي أكثر مرونة وأكثر حرية إدارية وأقدر على الإنجاز السريع منها إلى الحركة المسرحية، ورغم حداثة عهدها لدينا إلا أنها الآن تسير بخطى سريعة نحو تحقيق كيان السينما كإضافة فنية لها جمهورها ومتابعوها.
المسرح مازال يرضخ تحت عباءة الدائرة الحكومية بكل ما تحمله من بيروقراطية إدارية ومالية فالزمن في الحركة المسرحية وحدته السنة، أما السينما فبدأت تحت مظلة القطاع الخاص والأعمال الفردية والتعاون المشترك بين القطاعات والزمن فيها وحدته اليوم.
طريق العمل لدى المهتمين بالسينما أكثر عصرية وأسلوبهم يميل إلى الشفافية ولا مجال فيه لتقديس الأشخاص وتثبيتهم عبر الزمن، أما في المسرح فما زال العمل فيه يتم بطريقة كلاسيكية ومازال تقديس الفرد يحظى بمكانة عالية وفقا لنياشين أفعل التفضيل.
السينما تقدم نفسها كمرآة والمسرح يقدم نفسه كوصي.. والسينما تواضعت وقبلت الرقم سبعة في ترتيب الفنون، فيما رفض المسرح أن يكون ضمن الفنون لأنه يقول عن نفسه إنه: أبو الفنون.
السينما قبلت الكل وأحبت الجميع، أما المسرح فإنه مازال يكره أناس يحبونه بعمق فهو لا يريد أن يكون مطية لأحد وهذا بعض من كبريائه.
يحتاج المسرح أن يتخلص من كثير من (الأثقال) التي تعيق حركته، مثل: الكلاسيكية، والبيروقراطية، والفقر، وبطء الحركة، وتقديس الأفراد، والكبرياء. وهذه الأثقال غير موجودة لدى (سينمانا) حتى هذه اللحظة.
ra99ja@yahoo.com