هناك مديرون يلوثون بيئة العمل..

كما يتلوث الماء بأية مادة أخرى طعما ولونا..

وهناك مديرون يلوثون بيئة العمل..

كما يتلوث الطقس المناخي بالأتربة والغازات وروائح عادم السيارات..

إنهم يحولن جو العمل إلى جو خال من الأوكسجين..

جو مليء بثاني أكسيد الكربون..

ونترات الصوديوم..

والتفاعلات الكيمائية..

جو يمنح السقم والعلة..

جو مليء بالميكروبات القاتلة التي لا تقبل العلاج بالمضادات الحيوية..

ولا بأي علاجات أخرى..

إنهم أصحاب فكر ديكتاتوري غير قابل للتغيير أو التبدل..

إن هؤلاء لديهم سلوكيات ممزوجة بالنقص النفسي المركب..

مع إحباط وضياع وتشتت نفسي رهيب..

ويحاولون تعويض ذلك..

بفرض آرائهم التعسفية..

ويزدادون تسلطا وعنفا..

إنهم يملكون تراكمية معرفية إدارية سطحية هشة..

ولا يملكون معرفة وخبرة واسعة..

إنهم جاءوا بالمصادفة..

وعملوا بالمصادفة..

وتبوءوا المناصب الإدارية العليا بالمصادفة..

دون أدنى فكر للإبداع والتنظيم والتخطيط..

إنهم يعيشون واقعا مريرا..

مثل واقع الجراثيم التي تعيش في المستنقعات الآسنة..

حتى أصبحت المنشأة مستسلمة لأرادتهم وتسلطهم..

وأصبحوا يتحركون دون قيد أو شرط..

مساهمين بفعلهم هذا في قتل العقل والفعل والخيال الإبداعي للموظفين الآخرين

إن جل هم هؤلاء العمل على بث الفكر الإداري المتخلف..

والعمل عل تصفية الحسابات معتبرينها عبقرية وفضيلة..

لقد وصل الحال بهؤلاء المديرين..

إلى محاولة إلغاء الآخر..

وأخذوا يعملون فقط على التحريف وتسويق الأوهام..

دون أن يهتموا في بناء المنشأة وتطويرها..

بل أصبحوا مجرد حجر في مستنقع راكد..

إنهم اعتمدوا في علاقتهم في العمل على الأساليب الملتوية والمتبدلة..

بعيدا عن المصداقية ومبدأ العقل..

إنهم يحاولون الاستحواذ على كل شيء..

ويحاولون التمتع بجميع الامتيازات المالية والوظيفية والنفوذية..

وحتى أحلام الموظفين يحاولون مصادرتها والقضاء عليها..

إن الجدير بهؤلاء أن يهتموا بالإبداع والرقي..

لا بالتسلط وتكريس مفهوم العدوانية ونسف مجهود الآخرين..

إن عليهم أن يكونوا نخلا أشم..

وبحارا ذات مدى..

وبيد جود..

وخرائط أنفة..

وتضاريس شيم..

لا أن يصبحوا مجرد ورقة ملفوفة بشكل بهلواني..

أو سلوكا مثيرا للسخرية..

أو منطقا أعوج..

لسلوك غير منضبط..

يدعو للضحك والبكاء في آن..

إن الإدارة فن رائع وجذاب..

ودفقات كبيرة من الابتكار..

وهي كيفية صناعة الخروج من الأزمات..

وحرفة مهنية يجيدها الأذكياء..

ولعبة فنية خالية من الاعتداء والعدوانية..

إن الإداري الناجح هو الذي يكون أكثر انفتاحا..

ويملك القدرة على التنظيم والمشاركة الفعالة..

ويعرف كيف يبصر ألوان الطيف الشمسي..

وخطوط المطر الساقطة..

واستيعاب حال الواقع وصياغته وفق رؤية شاملة ومبتكرة..

للارتقاء بالمنشأة ودفعها إلى الأمام بتجديف هادئ ذي رتم وإيقاع متناسق..