ليس بالضرورة أن تكون الثقافة والإعلام في كيان واحد حتى يخدمان بعضهما البعض، فحتى في حالة انفصالهما في كيانين مستقلين يبقى العمل المشترك صفة لازمة لهما، فالاثنان قدرهما واحد ولا غنى لأحدهما عن الآخر.
الإعلام ليس ناقلاً للثقافة وإنما داعم لها وهو شريك استراتيجي يخدم أهدافها، هذا المعنى تحديداً عندما يصدر من قيادي في مجال الإعلام مثل: د. عبدالله الجاسر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية، فإن ذلك يحيلنا إلى إدراك واعٍ يضفي قدراً من التوافق بين الثقافة والإعلام وأهميتهما لبعض، بحيث لا نلحظ في ذلك شيئاً من الفصل بين الاثنين الأمر يضعنا في الطريق الصحيح.
والدكتور الجاسر (الإعلامي - المثقف) عندما يرسخ مثل هذه المعاني فإنه يعرف حجم المهام التي يحملها الإعلام تجاه الثقافة باعتبارها إحدى الواجهات الحضارية للمملكة، وباعتبار الإعلام قوة داعمة لهذه الواجهة، ذلك أن الوعي القيادي بمثل هذه المعاني يرسخ رؤية واضحة لدى الآلة الإعلامية بإزاء الثقافة سواء لدى الإدارة الوسطى أو لدى الإدارات التنفيذية أو لدى الوعي الجماهيري.
لعل الثقافة لدينا تكون محظوظة بإعلامي كالدكتور الجاسر خبر الإعلام عبر سنوات في العمل الأكاديمي وسنوات أخرى في العمل الميداني وخبر الثقافة بوصفه الرجل المثقف الذي يعرف مبتغى المثقفين وأهمية الثقافة في رقي المجتمعات، أو هي محظوظة فعلاً، لأن الثقافة لن تجد صعوبة في التواصل مع الإعلام طالما أن الوعي الإعلامي بأهمية الثقافة راسخ في كل متر مربع من بيوت الإعلام الحكومية والأهلية على حد سواء، كشكل متفرد يبين مدى أهمية القائد: الإعلامي - المثقف.
ra99ja@yahoo.com