Al Jazirah NewsPaper Tuesday  29/07/2008 G Issue 13088
الثلاثاء 26 رجب 1429   العدد  13088
إعلامنا يدور في فلك غيرنا !!
بدر بن أحمد كريّم

وصف الأمير سلطان بن عبدالعزيز (إعلامنا) بأنه (يدور في فلك غيرنا) في كلمة ألقاها أثناء افتتاحه الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام، مُطالبهم - في الوقت نفسه - بالسعي (بمهنية عالية، ورؤية واضحة، وبرامج

حسنة التخطيط، وجهد مثابر دؤوب، في تقديم الصورة الحقيقية للإسلام إلى العالم أجمع) فما الذي يكفل عدم بقاء الإعلام (يدور في فلك غيرنا)؟ وكيف يسعى إلى تحقيق أهداف لا تكون متباعدة؟ وكيف يلتزم دوما برؤى مستقبلية لأهداف قريبة وبعيدة، يحملها الإعلاميون في تفكيرهم وأدائهم، كما يحملونها أهدافا متوسطة، ينبغي أن يصلوا إليها في طريقهم إلى الهدف النهائي؟

من يريد تحقيق هذه الأهداف، ينبغي أن يلتزم بعمل إعلامي طويل الأمد، وأن يقدم للناس شواهد وأدلة من الأهداف المرسومة، كي تحفز عندهم الدافعية، فيتشبثون سمعياً، وبصرياً بإعلامهم، من منظور أن الإنسان في بيئته الاجتماعية لا يستجيب للأشياء والأشخاص فحسب، بل يستجيب لحاجاته الإعلامية أيضا، ولأفكاره، ولأحاسيسه الخاصة، وبذلك ينمي الإعلام مدارك الإنسان بوصفها قيمة، تُنشئ رغبات وأهدافاً مهمة ذات صلة بإعلاء ذات الإنسان، والدفاع عنها، وإذا كان قيل: لا يؤدي إلى النجاح مثل النجاح، فكذلك لا يؤدي إلى الفشل مثل الفشل.

(الإعلام يدور في فلك غيرنا) إذا لم يتفاعل مع الناس ويتفاعل معهم، يأخذ منهم، ويعطيهم فإذا افتقد الناس هذا التفاعل، فإنهم يكونون عرضة لأن تتخطفهم قنوات إعلامية بديلة، تدس السم في العسل، وتدفعهم إلى الارتباط بها، وتعزلهم عن الأشخاص والأشياء، وتعبد الطريق أمامهم للخروج على أنظمتهم السياسية والاجتماعية، وقيمهم الدينية، ووطنهم، وتجردهم من ولائهم وانتمائهم لبلدهم، وهو ما يطمح إليه ويتوخاه الإعلام الذي (يدور في فلك غيرنا).

تفترض إحدى الدراسات الإعلامية، أن تصور أهداف الإعلام - كما يتوقعها المتلقون - لها أفضلية على التصورات الأخرى، وأن هذا يحدث عندما يتخذ الفرد اتجاها معينا، أو يميل إلى الاستجابة له بالتدرج بوصف الإنسان كائناً اجتماعياً، يتصرف نحو نفسه بطريقة تضاهي تلك التي يتصرف بها نحو الآخرين، كما أنه من المتفق عليه أن (الناس يتأثرون ويميلون إلى تقبل القيم التي يشترك فيها معظمهم كحاجات وأهداف لهم، وكذلك قيم مجتمعهم الأكبر بطريقة أقل مباشرة)، وفي المقابل هناك من رأى (أن قيم المجتمع تتغير بسبب أفعال الأفراد، وأنه بفضل الخبرات الخاصة في الحياة قد يكتسب الفرد قيماً وأهدافاً جديدة قد تهيمن على حياته) ولذلك لا ينبغي أن يدور (إعلامنا في فلك غيرنا) وإذا دار فسينتج أفراداً وجماعات قد تهدد مجتمعها بالدمار والفناء، وأقرب مثال على ذلك تلك الفئة الضائعة صانعة الإرهاب، والمخططة والمنفذة له، تنقل به من مدينة إلى أخرى، ومن شارع إلى آخر، ومن منزل إلى آخر، وإذا كان نجاح الإعلام في المجتمع، يتطلب مستويات للإنجاز أعلى وأعلى، فإن الإعلام الذي مُني بالفشل، يقلل من مستواه ومكانته في مجتمعه، ويعرض الإنسان للشائعات، والضلال، فوظيفة الإعلام - من بين وظائف كثيرة - الدعوة إلى الحق قبل الدعاية للخلق.

فاكس : 4543856 الرياض







 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد