فوجئت إحدى دوريات الشركة التركية بالعثور على عدد هائل من الوثائق السرية المهمة التي تكشف عن منظمة سرية إرهابية سميت Ergenekon نسبة إلى مؤسسها أحد قادة البحرية التركية المتقاعدين برتبة فريق بحري والتف حوله عدد من زملائه المتقاعدين من باشوات الجيش التركي وتسعى هذه المنظمة لتركيز العلمانية بالقوة ولها توجهات يسارية حيث كشفت هذه الوثائق السرية عن تعاون مشترك مع حزب العمال الكردستاني الإرهابي وعقد صفقات مشبوهة لتهريب المخدرات عبر تركيا إلى أوروبا لتمويل نشاطات منظمتهم الإرهابية السرية.
وسيتم تقديم أعضائها للقضاء في محكمة اسطنبول العليا في الأيام القليلة القادمة بعد استكمال مرافعة الادعاء العام بناءً على الكم الكثير من الوثائق المهمة جداً التي تكشف أسراراً خطيرة على الأمن الوطني التركي!
وقد جرت محاولة لاغتيال النائب أكين بروال تم الاتفاق لتنفيذها بين أعضاء المنظمة السرية وحزب العمال التركي إثر مطالبة النائب بردال عرض قضية تهريب كبرى جرت في أسطنبول وتستر على أشخاصها قائد شرطة أسطنبول، كما أن تفجير المحكمة العليا في إحدى ضواحي أسطنبول كانت عملية إرهابية مشتركة بين منظمة أركن كون وحزب العمال التركي. وصرح المدعي العام في ولاية أسطنبول اتهام السيد دوغو برينشك زعيم حزب العمال التركي ورجل الأعمال محمود يلديرم وهو من أبرز رؤوس المافيا التركيا. كما اعترف أحد أعضائها في مدينة سيناس عن مسؤولية منظمتهم السرية في تفجير فندق مديماك الذي راح ضيحته أكثر من 37 من رجال الأعمال الأتراك.
واستدلت الشركة التركية على الرأس المدبر لهذه العصابة السرية وجاءت المفاجأة المذهلة بأن الصحفي (تونجاي أككون) وهو من أقرب الصحفيين إلى الجمعيات الإسلامية وعمل سكرتيراً خاصاً لشخصية إسلامية كبيرة في أسطنبول وأثناء التحقيق معه أطلعهم على مستودع كبير أسفل منزله يحتوي على كميات متعددة لأسلحة يدوية مختلفة وملفات سرية تحتوي على أسرار سياسية مذهلة لرؤساء تحرير صحف وقادة عسكريين وقياديي أحزاب سياسية.
وهدد رجال الشرطة في اسطنبول بكشف ملفاتهم السرية والمودعة في إحدى خزانات البنوك الكندية وتم تهريبه خارج تركيا على إحدى رحلات الخطوط التركية إلى لندن ومن ثم استقر في كنيست يهودي في العاصمة الكندية أتاوة وأعلن شخصيته الحقيقية من خلال مناظرة تلفزيونية في إحدى الفضائيات التركية بأنه عاش ثلاثين عاماً بغطاء الصحافة وقريبا جداً مع زعماء التيار الإسلامي في اسطنبول كمسلم ملتزم واستطاع أن ينظم لهذه المنظمة السرية الإرهابية بواسطة أحد أصدقائه من ضباط البحرية في قاعدة اسطنبول والذي أمنه على ملفات خطرة وسرية تتعلق بالحياة السياسية دون مسؤولية جزائية إلا أنه أعلن خشيته من عودة عمليات التعذيب التي تعرض لها قبل هروبه من اسطنبول وأنه سعيد بإعلان وضعه الحالي كمساعد لخاخام أتاوة وتحت حماية تشكيلات الموساد العالمية!
ويتزامن الكشف عن أسرار هذه العصابة الخطرة مرافعة الدفاع عن حزب العدالة والتنمية وقادته الواحد والستين ورد التهم عنهم بمعاداة العلمانية والعمل على تحويل تركيا نحو النظام الإسلامي والعودة للخلافة العثمانية وسيتم إصدار الحكم النهائي من قبل المحكمة الدستورية في منتصف الأسبوع القادم ويرجح المحللون السياسيون في أنقرة أن يتوجه قرار المحكمة بحرمان حزب العدالة والتنمية من المساعدة المالية الحكومية وتوجيه تنبيه نهائي لقادة الحزب بالتمسك بالعلمانية الكمالية وإيقاف العمل بالقوانين الصادرة عن الحكومة الحالية برئاسة أردوغان والمعارض للنهج العلماني والقريب للتيار الإسلامي.
وتسربت معلومات هامة جداً عن المجتمع الإعلامي التركي وبالذات صحافة وفضائيات مدينة اسطنبول لانتماء معظم أجهزتها التنفيذية لمنظمات وأجهزة استخباراتية أجنبية ابتداء من الاستخبارات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائيلية وانتهاء بالمافيا العالمية! ويمثل كشف أسماء بعض الصحفيين المنتمين لدور إعلام علمانية مشهورة وانتماءاتهم لجهات أجنبية خسارتهم لمصداقية شرف المهنة الصحفية وانتصارا معنويا للصحافة الوطنية والإسلامية والتي تعتمد على أقلام شريفة ونزيهة لا تعتمد صفقات الابتزاز السياسي والاجتماعي التي كان يمارسها أعضاء منظمة أركين كون الإرهابية.
وقد تكشف محاكمة أعضاء هذه العصابة الإرهابية عن أسرار ومواقف سياسية تؤثر على الحياة العامة في تركيا ولأكثر من عشرين عاماً مضت كعمر هذه المنظمة السرية وبالذات في أروقة المؤسسة العسكرية لانتماء العديد من القادة السابقين في القوات المسلحة التركية، فالجنرال خورشيد تولون قائد القوات البرية السابق والجنرال شنير أري قائد فرقة الجندرمة التركية والجنرال ولي كجك والعديد من الصحفيين المشهورين وبعض المنظمات العلمانية الكمالية (جمعية أفكار أتاتورك)، وسفكي أرين رول الناطق باسم البطرياركية الأرثوذوكس في اسطنبول والبروفسور أوميت صايق عضو مشارك في جامعة أسطنبول ومعمر كارابلوت المشرف العام على مجمع أيا صوفيا والمكتب الكنسي المسيحي وهذه المجموعة غير المتجانسة فكرياً وجامعها المشترك العمل الانقلابي لتغيير الحياة السياسية في تركيا وبأي وسيلة كانت دون الأخذ بالمصلحة العليا للأمن القومي التركي وقد تكون الأيام القليلة القادمة حبلى بأسرار وأحداث تؤثر كثيراً على استقرار وأمن الشعب التركي الشقيق!
محلل إعلامي - عضو: جمعية الصحفيين السعوديين - جمعية الاقتصاد السعودية