تعد سيارات الأجرة واحدة من مجالات الخدمة العامة، وهذه الخدمة تتم في ضوء رخص وتعليمات محددة، ولاشك أنها تحل أزمة وتحقق أغراضا، وهي إحدى المؤشرات والدلائل على المستوى الحضاري للمجتمع، وتبدو هذه الدلائل في عدة أمور، المظهر العام للسيارة ونظافتها، المظهر العام لسائق السيارة ونظافته، إلتزام السائق بالنظام والتعليمات، وطريقته في إيقاف السيارة لطالب الخدمة، وانطلاقته بها وحركة سيره في الطريق، التزام السائق بالآداب العامة للمجتمع وأخلاقياته، علاقته بطالب الخدمة أثناء ركوبه معه في السيارة. والمجتمع هو المرآة التي تعكس مدى تحقق الغاية من هذه الخدمة، والتي يفترض أن تتم على أعلى المستويات المأمولة، والمتابع لما يدور في المجالس يلحظ أن هناك تذمرا وانزعاجا من هذه الخدمة، ومن جل العاملين فيها. ويتجلى التعبير عن التذمر والانزعاج في صور عديدة، كلها تدور حول سائقي سيارات الليموزين، ويأتي في المقدمة عدم التزام هؤلاء السائقين بنظم السير وقواعده وضوابطه، مثل التهور والسرعة الزائدة، في الشوارع العامة وفي الطرق الفرعية، الوقوف المفاجئ فبمجرد رؤية زبون واقف في عارضة الطريق يتجه سائق السيارة إليه مسرعا دون التفاته لمن خلفه خشية أن يسبقه إليه أحد غيره، الوقوف في عارضة الطريق، لا يبالي بمن وراءه المهم أن يصطاد طالب الخدمة، التجاوز من اليمين، فهو في عجلة من أمره وليس على استعداد للسير حسب الأولوية، لذا تجده يقلب السيارة يمنة ويسرة كلما سنحت له فرصة.
ومن الصور المزعجة، المظهر العام للسائق، حيث لا يلزم السائقون بلباس معين، فكل سائق يلبس ما يحلو له من اللباس، هذا بلباس باكستاني، وذاك سعودي، والآخر ببدلة رثة غالبا ما تنبثق منها روائح مزعجة كريهة بسبب التدخين والعرق، وعدم العناية بنظافة الجسم.
ومن الصور المزعجة مضايقة الراكب بكثرة السؤال، خصوصاً عندما يكون الراكب امرأة، حيث السؤال المتواتر، أنت سعودية؟ أنت ليش ما فيه كلام؟ وهكذا يتم استدراج المرأة إلى الكلام، وإحراجها وجرها إلى مواطن الشر والخطر.
إن واقع الحال في سيارات الأجرة يعكس صورة متخلفة، بل وخطيرة، يجب التصدي لها، من خلال سن جملة من التشريعات والقوانين والتعليمات، وإلزام ملاك سيارات الأجرة وسائقيها بتفهم تلك التشريعات والتمشي بها، وعقد دورات تدريبية تعريفية للسائقين قبل تمكينهم من قيادة سيارات الأجرة، ووضع لوحة تضمن اسم السائق ورقم المركبة ورقم هاتف ساخن خلف المقعد الأمامي كي يبلغ الراكب عن أي مخالفة أو تجاوز يحصل من السائق، ولعل رجال المرور المحترمين يوسعون أعينهم على سائقي المركبات عموماً، وسائقي الأجرة خصوصاً، ورصد أي مخالفة أو تجاوز للنظام، وإيقاع العقوبات النظامية بحقهم دون تردد .