الذي شاهد الفكرة الصينية في إشعال شعلة الأولمبياد في حفل الافتتاح مساء الجمعة الماضية يعرف يقينا أن الإبداع لا ينتهي وأنه ليس مقصورا على أحد من البشر ويعرف أن المجتمعات المتخلفة أو المتصارعة باستمرار لا يمكن أن تنبت في ذهنها أصغر فكرة إبداعية.
كان العداء الصيني وهو يجري في الهواء الطلق في حدود الملعب العلوي وتلازمه خلفية على شكل بساط مموج باللون الزهري بحدود الملعب العلوية ينبسط كلما تقدم العداء للأمام فيما يتابع هذا العداء (فلو سبوت) يضيء شكله للجمهور بصورة بصرية مذهلة, لم يكن الجمهور والمشاركين الذين يصلون إلى (150.000) ألف متفرج يعرفون إلى أين يتجه هذا العداء الذي استمر حوالي 3 دقائق في عملية الجري الهوائي, وعندما وصل إلى هدفه إلى شعلة حلزونية التي تمثل نهاية البساط وأضاءت بألوانها الأحمر الفاقع والأبيض الثلجي وانكشف شكلها للكل، في هذه اللحظة الجميلة التي اصطاد فيها الصينيون كل ما هو مبدع, لم تتمالك الجماهير نفسها فصرخت من هول الدهشة وزادت الدهشة عندما أشعل العداء الشعلة بطريقة لولبية انبثقت منها النار بصورة فنية رائعة.
كان المنظر مدهشا ومذهلا وجديدا وجميلا صفق له الجمهور كثيرا وذرفت دموع كل من لديه إحساس فن عال، إنها دموع البهجة والدهشة والمفاجأة, وهذه الدموع تحديدا لا نكاد نعرفها في محيطنا العربي، بكاؤنا دائما مصدره النكد والغم والحزن وقليلا من يبكي فرحا, أما أن تذرف دموعنا بسبب الدهشة الإبداعية فقليل .
هذا المنظر يحتاج أن نعقد له ورش عمل في كيفية إخراج حفلاتنا ومهرجاناتنا بطريقة مذهلة بدلا من الإبداع في كيفية (الترزز) أمام الحضور.
(شوف الزهور بقا وتعلم) شوف شوف شوف شوف الزهور الزهور يا بني آدم وتعلم !!
Ra99ja@yahoo.com