القرار الذي ترشح لوسائل الإعلام من بعض المصادر الفلسطينية, حول عزم السلطات الاسرائيلية تبديل ملابس الأسرى الفلسطينيين من اللون البني إلى اللون البرتقالي المعتمد في معتقل غوانتامو سيئ الذكر، يؤكد من جديد عنجهية إسرائيل وإصرارها على خلط الزيت بالماء وتحوير المفاهيم وتبديلها من أجل خدمة مصالحها الأمنية والاستراتيجية, فمع النظرة الدولية العامة والمسيطرة على الرأي العام في العالم من أن نزلاء غوانتنامو هم من الارهابيين الخطيرين، تحاول ادارة السجون الاسرائيلية بهذا القرار تعميم تلك النظرة على الأسرى الفلسطينيين، ووصمهم بصفة الإرهاب والقتل، في بادرة لا تخلو من إرهاصات ميديا دعائية واعلامية تنضح بالكثير من الابتزاز والخبث السياسي والاعلامي.
أضف إلى ذلك أن ارتداء هذا اللباس يندرج دائماً على المحكومين بالإعدام، وله من الاثار النفسية والاسقاطات الفهمية ما يجعله يكسر الأعماق ويدمر صمود الأسير ومجالدته لأيام اعتقاله وتعذيبه النفسي، التي دائماً ما تضرب سلطات الاحتلال أبشع الأمثال في تنفيذها وممارستها بشكل عام كقاعدة تعامل مع الفلسطينيين سواء كانوا داخل دهاليز اعتقالها أو خارجها في المقتل الكبير المحاط بسياج الاحتلال وممارساته القبيحة.
يتشدق الاسرائيليون دائماً بأنهم واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط, وما ذاك بصحيح والاحتلال يربط بين النظرة العامة لسجونه وبين معتقل غوانتانامو الذي مورست به أبشع الجرائم ضد الإنسانية وحقوق الإنسان، ومواثيق جنيف والقانون الدولي، وكانت خير فاضح لهشاشة هذه المواثيق واتخاذ بعض الدول لها كلافتات تستخدم ضد البعض لأغراضها السياسية والنفعية فيما ينضح إناء واقعها بالكثير من ممارسات القمع والاضطهاد التي تجرح كل ضمير إنساني حي وتندى له وجوه كل من نادى بحق الانسان واحترامه لوجود أخيه الإنسان.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244