|
صدر للشاعر محمد بن عبد الله المسيطير المجموعة الشعرية الكاملة تحت مسمى (ليالي العمر) ويُعد المسيطير (ت 1426هـ) من الرعيل الأول لشعراء المملكة بدأ قرض الشعر في سن مبكرة، وألقى كثيراً من قصائده أمام ملوك البلاد وقادتها بدءاً بالملك عبدالعزيز حتى آخر مشاركة له في مهرجان الجنادرية التاسع عشر سنة 1424هـ بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- والشعر كما قيل: ديوان العرب وسجل حياتهم، وهو مظهر عبقريتهم ومنتهى حكمتهم، بل هو كما قال ابن رشيق في كتابه (العمدة): (فخر العظيم وقسطاطهم المستقيم به يأخذون وإليه يصيرون) فلا غرو أن تكون له قيمة عظيمة في أيامهم الحافلة وأسواقهم الأدبية، وأن يكون دعامة السامر عندهم، ومدار حلقات القوم لديهم، يحفظونه تارة ويروونه تارات، ويتدارسونه في المواسم والمنتديات. |
ويقول العقاد -رحمه الله-: |
والشعر من نفس الرحمن مقتبس |
والشاعر الفذّ بين الناس رحمن |
وعندما نمعن النظر والفكر في أشعار محمد المسيطير (1352 - 1426هـ) نرى شاعراً حقيقياً يصدر عن تجربة شعرية متمرسة، متملكاً أدواته، متحكماً بها، يصبها في القوالب التي يراها مناسبة، ليسبك منه عملاً إبداعياً محكماً، تتقلب في أفياء نضرته، وتقطف من أثمار نضجه من كل معجب من بيان القول، وسحر الموسيقى، وسمو المعنى، وجدّة الموضوع.. ويرى الشيخ عبد الله بن محمد بن خميس أن المسيطير أديب متكامل الأدب له شعر نادر لا يمكن في الحقيقة أن يتصوره متصور وترجم له الشيخ عبد الله بن إدريس في كتابه (شعراء نجد المعاصرون) وفي بادرة حسنة من أنجاله قاموا بجمع قصائد والدهم الشاعر محمد المسيطير في هذه المجموعة الشعرية الكاملة حيث يشير نجله الأكبر الأستاذ عبد الله بن محمد المسيطير في مقدمة الكتاب إلى عزم والده -رحمه الله- على إصدار ديوانه الشعري (ليالي العمر) حيث أتم جمع قصائده وتنقيحها، إلا أن المرض داهمه ولم يتم له ما راد فكان لزاماً على ذويه القيام بهذه المهمة وفاء له وإثراء للمكتبة وعرف عن الشاعر محمد المسيطير القصائد المطولة والمجموعة الشعرية الكاملة (ليالي العمر) تضم جملة من القصائد من أبرزها قصيدة (قلائد الشعر) و(هي الحياة صفاء في مرابعها) و(غرناطة). |
وقامت (المجلة الثقافية) بتخصيص ملف عن الشاعر محمد بن عبد الله المسيطير في العدد (130) من إعداد الزميلين الأستاذ تركي الماضي والأستاذ علي القحطاني وإشراف الدكتور إبراهيم التركي مدير التحرير للشؤون الثقافية.. وقد شارك في هذا الملف كل من الشيخ عبد الله بن محمد بن خميس والدكتور حمد بن عبد العزيز السويلم والأستاذ علي بن عبد الرحمن المسلم والأستاذ صالح بن حمد المالك والدكتور حسن بن فهد الهويمل والأستاذ تركي الخليوي والأستاذ صالح بن علي الصويان والأستاذ أحمد بن محمد المسيطير والأستاذ عادل بن محمد المسيطير والأستاذ سعد البواردي والأستاذ عبد الرحمن بن سليمان الرويشد. |
|
|
أتذْكُرُ (سِحْرَ) ماضينا |
وطيبُ العيشِ يُرْضينا |
و(أحلاماً) لنا (سَكْرَى) |
و(شيئاً) من تَنَاجِينَا |
وماءَ الجدولِ السَلُسَالِ |
يجري تحْتَ أيْدينَا |
|
يا هامياً من (جديد) اللحنِ يُذْكِيها |
وفاضحاً في أنِينِ (النّاي) خافيها |
وباعثاً آهةً حرى تطوفُ بها |
على (القديمِ) على أطلال ماضِيها |
هوّنْ عليك فقد تشجي (روائعه) |
لو صاغها (حاذق) بالجس يُبْكيها |
|