توقيت الانفجار الذي هز طرابلس مع زيارة الرئيس سليمان إلى دمشق، تؤكد أن هناك من ينثر الملح في حقل العلاقات العربية - العربية، ويصر على بعثرة أوراق الاستقرار العربي كلما صفت ورُتبت من جديد, خصوصاً أن هذا الإجرام الذي استهدف الجيش اللبناني الذي خرج منه الرئيس المنتخب قد جاء متواتراً مع تصريحات إيجابية من الجانبين السوري واللبناني حول إنجاح هذه القمة ودورها في إعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين.
لا نجانب جادة الصواب عندما نقول: إن هناك من يصطاد في الماء العكر ويشغل بعض الأطراف اللبنانية من أجل خدمة أغراضه الخاصة ومساجلاته الدولية ولا نعني بذلك طرفاً معيناً، فمن المعروف أن الدول في تطاحنها الدولي دائماً تبحث عن مواطئ الأقدام في بؤر التوتر والسخونة من أجل تجنيدها لخدمة مصالحها البراغماتية وطموحاتها الإستراتيجية, مستغلة بذلك كل ما يمكن استغلاله من قضايا أيدويولوجية أو مذهبية أو حتى حزبية وحركية, كما أن استهداف الجيش اللبناني بحد ذاته يُعتبر مؤشراً خطيراً على تهديد واستهداف الأمن والسلم الأهلي في لبنان، فالمؤسسة العسكرية اللبنانية وفي جميع تفاصيل الأزمات السابقة ظلت هي العقل الراجح في جنون التحزب والطائفية، وضربت مثالاً رائعاً في الحياد، وفض الاشتباكات.
يجب على اللبنانيين الانتباه إلى أن واقعهم السياسي والأمني قد أصبح لا يعنيهم وحدهم، وأن هناك من يسعى إلى تجنيد ذاك الواقع لخدمة أجندته الخاصة، وأن إطالة أمد تحقيق اللُحمة الوطنية وحل مشكلات الداخل الوطني سواء كانت فهمية من ناحية سيطرة مَنْ على مَنْ.. أو ميدانية من جهة السلاح الحركي وقضية ضبط بوصلته، لن يعود على البلاد إلى بمزيد من الارتباك وتأخير قطار حركة الوطن نحو العيش المشترك والسلم الأهلي المرجو لضمان استمرار الوطن.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244