Al Jazirah NewsPaper Friday  15/08/2008 G Issue 13105
الجمعة 14 شعبان 1429   العدد  13105

الشاهد بيت واحد
من صور قسوة نجد على أهلها
أحمد عبدالله الدامغ

 

والكلام عن نجد التي تقع في بحبوبة الجزيرة العربية ربما لا يصل بنا إلى نقطة نهاية، خاصة إذا تتبعنا ما كتب عنها من وصف لجغرافيتها، بما فيها من جبال شامخة وكثبان رملية متحركة وسهول ممتدة ووديان جارفة.. وبما هي عليه من حالة طقس سمته الجفاف والحر الحارق، والبرد القارس.

أما مصدر معيشة أهلها فالزراعة بأكثر أنواعها بما في ذلك النخيل، والمزارعون هم أشد الناس فهم فيها على صبر ومصابرة وحياة كلها تناوش وتناحر وتقاتل بين القبائل التي استوطنتها.

ونجد، ربما يمتدح العيش فيها إذا أغيثت ووليت وازدانت أرضها بالأعشاب التي ليس لها مثل في تسمين الماشية، واستقر أهلها كل في مكانه، ولم يحصل بينهم تنازع وتجالد على المراعي.

وهذه الحالة المختصرة التي وصفتها لنجد جعلتها حيناً ممدوحة وحيناً مذمومة من لدن أبنائها الشعراء الذين يمتدحونها ويذكرون مرابعهم ومصايفهم فيها، بل يتوجدون عليها إذا كانوا في غربة عنها.

وكتب التراث الأدبي مليئة بذلك وبخاصة ما كان منها مهتماً بذكر نجد وما هي عليه من حال، ولعل الشعراء هم أكثر من امتدح، وذم نجداً ولا أريد هنا استعراض القصائد وشوارد الأبيات التي قيلت في نجد وزخرت بها كتب التراث الأدبي، بل والأدب الحديث لم يهمل ذكرها، فمن الشعراء القدامى الذين ذكروا نجداً في بعض أشعارهم الشاعر الصمة بن عبدالله القشيري المولود في الجاهلية والمتوفى سنة 95هـ الذي أبدى تذمره من نكد العيش في نجد وذلك بقوله:

دعوني من نجد فإن سنينه

لعبن بنا شيباً وشيبننا مردا (1)

***

(1) ديوان الصمة بن عبدالله القشيري ص 64 جمع وتحقيق الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد