Al Jazirah NewsPaper Friday  15/08/2008 G Issue 13105
الجمعة 14 شعبان 1429   العدد  13105
عباس الحايك ل«الجزيرة»:
أكثر مسرحيينا يمارسون المسرح من باب الهواية

أجرى اللقاء - وائل سليمان

للإبداع معه له شأن فمن مسرح القطيف بالشرقية ظهر لنا هذا الكاتب المسرحي، وكذلك هو يكتب في الشعر والقصة القصيرة والنقد المسرحي له كتابات في منتديات ومواقع عنكبوتية تعتني بالمسرح، له ندوات وأوراق عمل بالنادي الأدبي يكتب في جريدة الوطن وجريدة اليوم ومجلة الإعلام والاتصال السعودية - الأيام والوقت البحرينية- الخليج وكواليس الإماراتية- سطور المصرية- الحياة الصادرة من لندن- الفنون الكويتية كان حكما مسرحيا في مسابقة المسرح المفتوح للعروض القصيرة وحكما بالمهرجان الطلابي الأول لإدارة التعليم بالمنطقة الشرقية عرضت وطبعت له مسرحية بعنوان (فصول من عذابات الشيخ أحمد) إعداد مسرحي- قاسم محمد وإخراج حسن رجب ومسرحية

(المزبلة الفاضلة) التي حصلت على جائزة أفضل نص في مسابقة المسرح المفتوح للعروض القصيرة بالدمام الدورة الثانية من إخراج ماهر الغانم 2003م، 2005م. وعرضت له في المغرب من تمثيل- فرقة الأمل وإخراج عبدالواحد الخلفي وعرضت في كردستان العراق وسلطنة عمان من إخراج أمل السابعي كما ألف مسرحية (المعلقون) إخراج غسان الدبس التي عرضت بالدمام وبالكويت بالمهرجان المسرحي المحلي السابع إخراج خالد المفيدي ومسرحيات أخرى (حكاية منبوذين) سنبحر مع ضيفنا ونتطرق إلى عموم الإبداع المسرحي.

* حول الممثل المسرحي السعودي هل ينقصه بالفعل ما هو معروف بالثقافة المسرحية؟ وما هو برأيك البرنامج الذي يزيد من ثقافته في هذا المجال؟

ليس الممثل وحده تنقصه هذه الثقافة، أكثر مسرحيينا يمارسون المسرح من باب الهواية، ولا يعضدون هذه الهواية بالقراءة والاطلاع وزيادة جرعة المعرفة، فالمسرح حياة، والحياة تحتاج إلى فهم شبه كامل، والمسرحي متى ما وعى جيداً هذه الحياة تمكن من تقديم أطروحات معمقة لقضايا مجتمعه. الثقافة هو هم ذاتي قبل أن يكون جمعي، ولا يمكن أن نخضع المسرحي السعودي لبرامج تثقيفية إذا لم يمتلك الدافع لذلك، لكن إذا امتلك هذا الدافع فبالإمكان اللجوء للبرامج الجماعية، وأجد الورش المسرحية المكثفة غير التقليدية التي تحتوي على التدريب التقني والتثقيفي فرصة لزيادة المعرفة الضرورية للمسرحي. وهذا ما يجب أن تضطلع به جمعية المسرحيين في القريب.

* كيف تفسر حالات الاكتئاب والإحباط التي تحدث للمسرحي من المشاكل الإدارية في تكوين المسرح؟ وما هو الوضع السليم لإدارة مسرحية ناجحة؟

يواجه المسرح كما تواجه الثقافة في المملكة من مشكلات إدارية تعيق تقدمها وتطورها، و المسرح ضد الروتين والتكلس الذي تسببه هذه المشكلات، لأنه حالة من التجدد والنمو، وطبيعي أن يكون رد فعل المسرحيين تجاه هذا الوضع هو الإحباط والاكتئاب، لأن هذا الوضع سيكرس التراجع والنكوص.

الوضع السليم لإدارة مسرحية ناجحة تحتاج لأن يفهم الإداريون طبيعة المسرح الذي لا يقبل بالقيود وفرض الشروط، يحتاجون لأن يتعلموا من تجارب الإدارة المسرحية في دول عربية وخليجية، وكيف يدار المسرح من مسرحيين صدورهم تتسع لكل المسرحين بشتى اتجاهاتهم، وتتسع لتجاربهم واشتغالا تهم. المسرح السعودي يحتاج لطاقات فريدة في الإدارة المسرحية.

* هل من الممكن أن يولد المسرح السعودي مع جمعية المسرحيين المراد إنشاؤها في السعودية أم أنك ترى أن المرجعية الفنية ستكون من وجود معهد متخصص للتعليم في التمثيل والإخراج؟

أنا أعلن تفاؤلي بهذه الجمعية، رغم ما قد يشوب عملها في البداية من بطء في تنفيذ الأهداف. تفاؤلي مرده إلى الإعلان الرسمي والاعتراف بوجود المسرح وشرعيته، هذا الاعتراف سيستتبعه مراحل من إعادة بناء للمسرح، وإعادة تنظيم الحراك المسرحي في المملكة، متى ما أعطيت هذه الجمعية مساحة واسعة من الحرية، ومتى ما كان لأعضاء الجمعية الذين انتخبهم المسرحيين أنفسهم على مستوى الثقة والمسؤولية.

المعهد ضروري، إلا أنه خطوة لاحقة تسبقها خطوات كثيرة لتجذير المسرح في وعي المجتمع السعودي، كثير من الحركات المسرحية خرجت إلى النور وتواصلت في العمل والتجريب دون وجود مثل هذا المعهد.

* هل يمكن للمسرح أن يبدأ من العروض المسرحية الجماهيرية كمسرح الشارع وخاصة في بيئة سعودية تشجع على المسرح المدرسي؟! أم أن البداية في نظرك ستكون من الصالات المغلقة والمدعو إليها نخبة من المثقفين والأدباء؟

المسرح الذي يخرج من الناس سيصل إلى الناس أسرع، ومشكلتنا في السعودية أننا نعلق حتى أخطاءنا على مشاجب الوزارات والدوائر الرسمية، خاصة في مسالة وجود صالة للعرض المسرحي، المسرح يمكن أن يقوم دون وجود صالة، هناك تجارب مسرحية ليست خاضعة لمفهوم العلبة الإيطالية، وهذه التجارب ستكون قيمتها أكبر، المسرحي يمكن أن يخترع مكان العرض من أي شيء وفي أي مكان، في البحرين مثلاً، لا يملكون صالة مجهزة لكنهم لا يقفون عند هذه العقبة، فتراهم يعرضون مسرحياتهم في مدخل معرض للكتاب، أو في صالة عرض فنون تشكيلية، أو في الشارع. وكانت لنا تجربة في الدمام في مسابقة المسرح المفتوح للعروض القصيرة، فقد فتحنا المجال واسعاً للفرق المشاركة لتختار لها زاوية من زوايا المقر الذي لا يملك صالة عرض لتحويله إلى مكان عرض، لكن التجربة فشلت لأن المسرحيين لا يعرفون سوى الخشبة مكاناً ولا يستطيعون أن يبتكروا. أقول أن المسرح للناس وليس للمثقفين وحدهم، ومتى ما ابتعد عن الناس سيحبس ذاته في قفص مخملي، وهذا لا يتوافق مع المسرح الحقيقي.

* هل كانت مسرحيتك المشهورة (خلف البرواز) والتي تم تغييرها من أصل (المزبلة الفاضلة) مستقاة أو لها أي ارتباط بالمسرحية العالمية المعروفة (الزبال)!

أبداً، حتى الآن أنا لم أقرأ (الزبال) لممدوح عدوان أو أي مسرحية تناولت شخصية الزبال، وابحث عنه منذ زمن، وإذا كان هناك تشابه فهو من باب الصدفة. وأتصور أن تناول هذا الزبال ليس حكراً على احد، فهذه الشخصية تملك طاقة درامية كبيرة، ويمكن أن تتناول بعشرات النصوص من زوايا مختلفة.. وقد بدأت بنص عن شخصية الزبال بالتحديد، لكني تراجعت عنه لأني لم أتمكن من الوصول إلى فكرة أنضج من المزبلة الفاضلة، وربما أعود إلى هذه الشخصية في نص آخر.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد