القاهرة - مكتب «الجزيرة» - علي البلهاسي
في خطوة مهمة نحو قطع الطريق أمام محاولات إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط توصلت الجهات المعنية في مصر إلى تسوية نهائية لازمة دير أبوفانا التي تفجرت في شهر مايو الماضي بعد صدامات مسلحة وقعت بين رهبان الدير وبدو الصحراء بسبب التنازع على ملكية أراض أسفرت عن مقتل مسلم واحد وإصابة سبعة رهبان. ويقضي الاتفاق الذي تم التوصل إليه ووافقت عليه الكنيسة القبطية والعربان المقيمين في القرية المجاورة للدير بتنازل الكنيسة عن مساحة 25 فداناً من الأراضي المزروعة الملاصقة للدير إلى جانب تنازل الكنيسة أيضاً عن 70 فداناً من الاراضي غير المنزرعة لتصل اجمالي مساحة الدير إلى 505 أفدنة بدلاً من 600 فدان كما كان مقدراً من قبل حيث خفضت مساحة الدير إلى هذه المساحة برضاء الكنيسة. وفي المقابل وافق العربان على سرعة بناء سور الدير وفق المساحات الجديدة، إلى جانب سرعة تقديم الجناة في الأحداث والصدامات الأخيرة إلى المحاكمة العادلة وفق سيادة القانون ودون اللجوء إلى المجالس العرفية في تسوية المشكلة.
وأشارت المصادر إلى أن البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وافق على الاتفاق الجديد بعد مفاوضات طوية شهدت انفراجات وتعقدات متتالية وزيارة للجنة العرفية إلى مقر علاج البابا شنودة في كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية، وأكد البابا شنودة حرصه على حماية السلام الاجتماعي في مصر وتفويت الفرصة على بعض العناصر المغرضة في استغلال هذا الحدث في الإساءة إلى مصر في الخارج خاصة انه استشعر أن الحدث تم تهويله بشكل كبير خاصة في الخارج إلى جانب قناعته بأن مصر ستظل قوية وبمنأى عن محاولات الوقيعة وإذكاء الفتنة الطائفية.