أجرى للقاء - خالد الدوس:
* شهدت الحالة الصحية لنجم فريق الوحدة ومدافعه العملاق في الثمانينيات والتسعينيات الهجرية (لطفي لبان).. تحسناً كبيراً وتطوراً إيجابياً.. في أعقاب شروعه في العلاج التأهيلي والطبيعي بمدينة سلطان الإنسانية بعدما مرَّ بظروف صحية ألزمته فراش المرض.. إثر إصابته بجلطة دماغية قبل خمسة أشهر سببت له شللاً جانبياً وضعفاً في النطق.. وكان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان الأمين العام لمدينة سلطان للخدمات الإنسانية وجه بعلاج (اللبان) في المدينة، وذلك تجاوباً مع ما نشرته الجزيرة.. عن أوضاعه المرضية.. وحالياً يخضع لعلاج تأهيلي وطبيعي مكثف تحت إشراف أطباء متخصصين في المجال.
* الجزيرة زارت النجم الوحداوي الكبير - لطفي لبان - في هذا المشروع الطبي العملاق الذي يُعتبر واحداً من أكبر المشاريع الطبية التأهيلية على مستوى العالم والمتخصص في علاج الجلطات.. فرصدت الأحداث التالية:
البداية ألم وصداع
* يقول في معرض حديثه: قبل خمسة أشهر ونيف بدأت أشتكي من ألم وصداع وقتها كنت مع زملائي اللاعبين القدامى في الاستراحة الخاصة التي تجمعنا بصفة دورية وشعرت إزاء ذلك بتنميل في اليد اليمنى فقررت الذهاب لأحد المراكز الصحية القريبة وبعد التحاليل وإجراءات الأشعة الطبية.. اتضح إصابتي بجلطة دماغية مفاجئة وهي للمرة الثانية التي أتعرض فيها للجلطة وكانت الأولى بسيطة وتجاوزت أعراضها ولله الحمد.. طبعاً تركت الجلطة الثانية أعراضاً وآثاراً منها شلل جانبي وضعف في النطق.. فضلاً عن الآثار النفسية جراء هذه الجلطة.
(100 ألف) ريال صرفتها في العلاج
* بعد إصابتي بجلطة دماغية انتقلت لمستشفى الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة ومكثت أسبوعين.. وكان دور الأطباء مقتصراً على متابعة الضغط والسكر ومتابعة أيضاً نتائج البرنامج الغذائي الذي تم وضعه ليتناسب مع وضعي الصحي وحالتي المرضية وبعد أن استقرت الحالة غادرت المستشفى وأصبحت أزاول العلاج الطبيعي على حسابي الخاص في أحد المراكز الأهلية ولمدة شهر ونصف الشهر، وحين أدركت عدم جدوى الاستمرار قررت السفر إلى التشيك نظراً لوجود مصحات خاصة لعلاج الجلطات وجلست هناك 22 يوماً ثم سافرت إلى مصر وجلست قرابة شهر وكنت أقوم بعمل علاج طبيعي مكثف وللأسف لم أستفد من ذلك فقررت العودة لأرض الوطن بعدما دفعت تكاليف العلاج في التشيك ومصر ما يقارب (100 ألف ريال).. صرفتها بحثاً عن العلاج في أي مكان والحمد لله على كل حال.
الخيار الصعب
* ما دفعني للسفر للخارج هو تشجيع بعض الأطباء في مستشفى الملك عبدالعزيز بمكة بعد استقبال حالتي المرضية ومكوثي أسبوعين ولعدم توفر إمكانية لعلاج الجلطات نصحوني بالسفر لعلاج حالتي المرضية في مراكز متخصصة طالما أنني في البداية قبل أن تضمر العضلات وتتأزم الحالة وإزاء ذلك قررت السفر وعلى حسابي الخاص بحثاً عن العلاج ومكثت في الخارج 52 يوماً متنقلاً ما بين التشيك ومصر.
(فيصل) اختصر المسافة!
* وعقب انتظار دام شهرين جاء الفرج من الله عندما وجّه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان.. الأمين العام لمدينة سلطان للخدمات الإنسانية بعلاجي في هذا الصرح الطبي العملاق وعلى حسابه الخاص، وذلك تجاوباً مع ما نشرته الجزيرة.. طبعاً وجدت في هذه المدينة الاستثنائية ما يصعب وصفه من حيث الإمكانات الكبيرة وتوفر رعاية على مستوى عالٍ من الكفاءة وعناية صحية فيما يتعلق بجميع النواحي البدنية والاجتماعية والفسيولوجية.. وهذه البرامج التأهيلية هي برنامج التأهيل العام وبرنامج التغذية وبرنامج تقسيم الكلام والعناية التأهيلية الطبيعية والمهنية فضلاً عن البرامج الترويحية وتتمثل في وجود المسطحات الخضراء المنتشرة بالمدينة وكذا وجود النهر المائي الصناعي الذي يبعث السرور ويشرح الصدور ناهيك عن توفر الكوادر المؤهلة تأهيلاً علمياً ومهنياً من أطباء وعاملين.. ومهما أتحدث عن هذه المدينة العملاقة التي تكفل ببنائها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز (حفظه الله) صاحب الأيادي البيضاء التي طوقت أعناق المحتاجين والمساكين والمعوزين وامتدت إلى قلوبهم..وما شاهدته في هذا الصرح فمن الصعب وصف ذلك.
6 ساعات متواصلة..!
* يبدأ برنامجي التأهيلي والطبيعي عند الساعة الثامنة صباحاً فبعد تناولي وجبة الإفطار الساعة السابعة أشرع في مزاولة العلاج بالتدريب على الأجهزة المتوفرة بالصالة الخاصة للتمارين ولمدة أربع ساعات تقريباً وبصورة متفاوتة تحت إشراف إخصائي العلاج الطبيعي - أطراف سفلى - ثم أعود للغرفة عند الساعة الثانية عشرة ظهراً وأتناول وجبة الغداء.. وبعد ساعة أعود إلى مزاولة التدريب فترة ثانية وهي تدريبات خاصة بالأطراف العلوية تحت إشراف إخصائي أطراف علوية وأستمر حتى الساعة الثانية ظهراً يوميا أي ساعات التدريب تصل يومياً إلى ست ساعات والحمد لله استمررت على هذا المنوال أكثر من ستة أسابيع وبدأت أشعر بتحول نوعي وتقدم صحي مذهل لحالتي المرضية وبدأت أستعيد قدرتي على المشي بصورة شبه طبيعية كما أن هناك برنامجاً غذائياً تحت إشراف إخصائي التغذية يقوم بوضع البرنامج الغذائي الذي يتناسب مع أوضاعي الصحية ويتم متابعة نتائج هذه البرامج.. كما أن هناك جلسات نفسية مرتين في الأسبوع مع الإخصائي النفساني.. وهناك أيضاً حصة أسبوعية أقوم بممارسة السباحة تحت إشراف الطبيب المختص في تقوية العضلات العلوية والسفلية والحمد لله مع الاستمرار أشعر بتحول كبير في حياتي الصحية وبدأت أعتمد على نفسي في أمور كثيرة كنت أجد صعوبة فيها قبل مجيئ المدينة فأنا أسير لوحدي وأؤدي الصلاة وآكل بصورة طبيعية بعكس السابق وكل ذلك بفضل الله عز وجل ثم بفضل العناية والاهتمام اللذين وجدتهما في مدينة سلطان الإنسانية.
فريق متكامل
* هناك برنامج علاج المخاطبة والكلام والعلاج النفسي والترفيهي وهي ضمن البرنامج التأهيلي.. طبعاً هذه الأقسام تحدد مدة إقامة المريض لأنها تشكل فريقاً طبياً متكاملاً تحت إشراف الاستشاري المختص حيث دخلت هذه البرامج قبل أسبوعين - تأهيل مكثف - والحمد لله أحدثت تقدماً نوعياً وأستطيع التحدث بصورة طبيعية والتواصل مع الآخرين بالكلام وهذا من فضل الله علينا وكرمه.
لم أفقد الأمل
* علاقتي بالأطباء والمساعدين بالمدينة كانت ممتازة ورغم حالتي النفسية وأحوالي الصحية غير المستقرة جراء الجلطة بيد أن الطاقم الطبي الذي أشرف على حالتي ومتابعتها أولاً بأول ساهم في تحقيق هذه المعاناة وأكدوا لي أن الوضع شهد تطوراً إيجابياً وبالإمكان العودة لممارسة حياتي بصورة طبيعية بعد انتهاء مدة البرامج المقررة لحالتي المرضية.
معاملة إنسانية
* بدون رتوش وجدت في هذا الصرح الطبي العملاق أشياء لا تخطر على البال وجدت تعاملاً رفيعاً واهتماماً بالغاً بحالتي الصحية لأنهم بالفعل يتعاملون معي كإنسان وهذا الفكر الراقي والتعامل المتميز من الأطباء والعاملين وعلى رأسهم مدير عام مدينة سلطان للخدمات الإنسانية لا شك كان لهما أثر بليغ في وجداني ومعنوياتي فقد خصصوا لكل مريض مشرفاً ومسؤولاً عن شؤون ورعاية المرضى وذلك في إطار عملية تأهيل المريض.. والحقيقة لم أجد أي تقصير أو إهمال والكل يعامل المرضى معاملة إنسانية وحضارية انطلاقاً من شعار المدينة: (مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم).
مناظر خلابة
* بالتأكيد أحرص بعد العصر على الخروج من أجواء التدريب داخل الصالة المغلقة وأستمتع بالمسطحات الخضراء والمناظر الخلابة داخل المدينة وأقضي ساعات العصر بمشاهدة الأنهار الصناعية والمساحات الخضراء الواسعة واستنشاق الهواء العليل وهذه بلا شك تُعد جزءاً من العلاج الترفيهي والترويحي ضمن البرامج التأهيلية المقررة والحمد لله أستطيع قراءة الصحف والمشي لمسافات والأكل والشرب معتمداً على ذاتي وكل هذه التحولات جاءت خلال فترة قياسية من مراحل العلاج بفضل المولى عز وجل ثم ما هو متاح ومتوفر في هذه المدينة العملاقة.
التقييم يحدد بقائي!
* بعد أسبوعين من الآن سوف يتم تقييم حالتي الصحية والتأكد من الوصول إلى مرحلة متقدمة صحياً بعد قضاء ستة أسابيع داخل دهاليز هذه المدينة الضخمة.. وعلى ضوء التقييم يحدد مدى تمديد فترة البقاء ومواصلة العلاج من عدمه والحمد لله أشعر بتحسن كبير وتقدم في حالتي الصحية.. وأنتظر نتائج تقييم هذه المرحلة.. وأسأل الله أن يكتب لي الشفاء ومغادرة المدينة قريباً إن شاء الله.
هؤلاء غمروني بمشاعرهم
* الحقيقة هناك شخصيات رياضية واجتماعية من المجتمع المكي غمروني بزياراتهم واتصالاتهم المستمرة.. والسؤال عن حالتي وهم كثر.. ولا أنسى زملائي اللاعبين القدامى الذين زاروني وغمروني بطيب مشاعرهم وأحاسيسهم الفياضة تجاهي ومنهم د. صالح العميل وكريم المسفر وعبد الله آل الشيخ وحسين عليان ومحمد ليمفو ودخيل عواد ود. سليمان الغيث وغيرهم ممن تواصلوا معي هاتفياً.. وأسأل المولى عز وجل أن يجزيهم عني كل خير وأن يجنبهم كل مكروه.
شهامة (سعيد)
* شقيقي (سعيد) مهاجم الوحدة الكبير في الثمانينيات.. بيني وبينه ذكريات جميلة تعبنا سوياً مع الفرسان وشاركنا في انتصاراته الذهبية في تلك الحقبة الفارطة.. طبعاً (سعيد) يرافقني منذ أول يوم زرت فيه المدينة وهو الذي يقوم على شؤوني ومتابعة أحوالي وقد كشفت أن شقيقي الأكبر (سعيد) أشبه بالوالد الذي يسهر على راحة ابنه.. وقد أثبتت وقفته البطولية معي أصالته وشهامته وأخلاقه العالية وأنا في أحلك ظروفي الصحية.
الظروف الأسرية أخَّرت علاجي
* مررت بظروف أسرية صعبة لا يعلمها إلا الله عز وجل فبعد إصابتي بالجلطة لازمت فراش المرض عدة أسابيع.. وزوجتي (أم حسين) أصيبت بمرض السرطان ومكثت بالمستشفى فترة طويلة ثم غادرت المستشفى بعد أن تمكن منها المرض وأصبحت في آخر أيامها طريحة الفراش الأبيض إلى أن توفاها الله قبل شهرين.. ووالدتي الطاعنة في السن وصلت مرحلة الشيخوخة وأضحت ملازمة للفراش الأبيض في بيتي وأصبح وضعها الصحي متردياً وإزاء ذلك قررت تأجيل انتقالي للعلاج في مدينة سلطان إلى أن توفيت زوجتي (رحمها الله) ووالدتي ما زالت على وضعها الصحي.. أسأل الله عز وجل أن يكتب لها الخير أينما كان ويحسن خاتمتها.
الطبيب: معنوياته ساعدت في تأهيله!
* سألت الجزيرة الطبيب المشرف على حالة لطفي لبان وعن أوضاعه الصحية فقال:
دخل المدينة قبل ستة أسابيع وهو يعاني من شلل في الجانب الأيسر وكانت نسبة المشي لديه ضعيفة وقدرته على الحركة كانت أيضاً صعبة ولكن بفضل الله ثم حالته المعنوية العالية ونفسيته الجيدة ساعدت كثيراً في إعادة تأهيله بصورة أكثر فعالية حيث قطع مرحلة كبيرة من التحسن المطرد.
* وأكد أن المريض خضع لعلاج مكثف في برامج متنوعة بدءاً بتأهيله وهو العلاج الطبيعي والعلاج النفسي ومعالجة النطق وكذا برنامج التغذية حيث يقوم إخصائي التغذية بوضع برنامج غذائي يتناسب مع حالة المريض ويتم متابعة نتائجه والآن أوضاعه العلاجية متحسنة جداً ومتطورة للغاية وقريباً سيغادر المدينة وقد عاد لمزاولة حياتية بصورة طبيعية -بإذن الله-.
لقطات من الزيارة
* بذلت العلاقات العامة بالمدينة جهوداً طبية تشكر عليها ساهمت في تسهيل مهمتنا حيث قدمت للجزيرة شرحاً مفصلاً عن أهداف ودور هذا الصرح الطبي الرائد في خدمة المجال الإنساني.
* لطفي لبان أضحى حالياً يعتمد على ذاته في الأكل والشرب ويقرأ الصحف ويؤدي الصلاة بصورة طبيعية.
* قدم لطفي شكره وتقديره للجزيرة على اهتمامها ومتابعتها حالته الصحية أولاً بأول.. مؤكداً أن هذه اللفتة الرائعة غير مستغربة من الجزيرة.
* رافق الجزيرة كل من د. صالح العميل وعبد الله آل الشيخ نجمي الشباب سابقاً وحسن عليان نجم الهلال سابقاً والتقوا مع اللبان في صورة مؤثرة خاصة العميل الذي أكد أنه لم ير الكابتن لطفي منذ 35 عاماً.