(الجزيرة) - الرياض:
كشف بعض المتورطين من الشباب في هذه الحلقة الثامنة من برنامج همومنا والذي بثه التلفزيون السعودي أمس، كشف عن حقائق تبث لأول مرة عما لاقوه من مصاعب وما تعرضوا له من مؤامرات داخل مناطق الصراع على أيدي فئات وقوى تتصارع في حرب المصالح والفتن في هذه المناطق.
فتحت عنوان المصيدة، استعرض ضيوف الحلقة وبعض الشباب الذين غُرر بهم إلى مناطق الصراع وبعض أسرار التنظيمات التي تعمل في تلك المناطق مستغلة عاطفة الشباب واندفاعهم. واستضاف البرنامج في هذه الحلقة كل من اللواء د. خالد الخليوي نائب مدير عام كلية الملك فهد الأمنية ود. علي الخشيبان الأكاديمي والكاتب الصحفي، وجميل الثبيتي الذي عاش تجربة فراق أحد أبنائه الذي غادر إلى مناطق الصراع والشاب أبو شهد الذي عاش تجربة الذهاب إلى مناطق الصراع أهلا بك أبو شهد. ومجموعة من الشباب. ففي البدء يقول بدر مشرف العمري رداً على مقولة أن هناك نوايا خفية تحاك ضد الشباب السعودي تحديدا هل يستشعر الشباب خطورة هذه النوايا التي تحاك ضدهم أم لا يستشعر الشباب قال: هذا الاستشعار وجوده من عدمه يخضع في الغالب إلى مجموعة من العوامل المتعددة منها المرتكز العقدي والديني والشرعي وكذلك الثقافة والخبرات الحياتية التي يمر بها الشاب وكذلك التربية وكذلك مجموعة المشاكل ومدى صعوبتها وطبيعتها كأي كائن أو إنسان بشري، وفي النهاية يجمع هذه العوامل أو الأنواع، في النهاية يجمعه رابط وهو مدى تكيف هذا الشاب مع هذه العوامل فكلما كان الشاب أكثر تكيفا وتأقلما وتلاؤما مع هذه العوامل كلما كان أكثر تنبها وإدراكا واستشعارا لمثل هذه النوايا.
أحد الشباب 1: أو شي التعامل الأسري مرة صعب مع الإنسان ككل العرب فهذه بداية المشكلة.
* المقدم: طيب النوايا الشاب هل يمكن أن يستشعر بحكم تجربتك ومن عايشتهم ومن أدركت واقعهم؟ هل يستشعرون أن هناك نوايا خفية تحاك ضدهم أم أنهم يستسلمون لكل من جاءهم بفكرة وأقنعهم ويدفعون إليها؟
أحد الشباب 1: في القليل منهم من يلجؤون إلى كبار العلماء، هيئة كبار العلماء وكده فمعظم الشباب السعودي ما عندهم لا أرقام ولا يتوصلون إلى هيئة كبار العلماء وهذا جانب مرة صعب على الشباب السعودي.
* المقدم: طيب حدثنا عن التجربة التي مررت بها لو سمحت.
أحد الشباب 2: التجربة أنا عندي واحد من عيال عمي يعني كان عايش معنا وسعيد وزي كده، فمر بعد (4شهور) حالته صعبة.
يعني صار يجلس لحاله وما يتقبل أحد مننا وزي كده فما درينا عنه إلى الساعة 9.10 قبل ثلاث سنين إلا وقد طلع فبلغنا عنه وزي كده بس ما لقينا فائدة.
المقدم طيب إيش أبرز الملاحظات التي لاحظتموه عليه غير العزلة الاجتماعية؟
أحد الشباب 2: تفكيره الدائم يعني كتب خصوصية ما نقرأها وزي كده وعنده الشيء الثاني المشاكل مع الأهل يعني الناحية الثانية والجانب الثالث عدم وجود العمل للشاب السعودي ما يؤهله يعني فكده يصير فكرة دائم على إنه بيطلع وكده. وأنا كنت بداية أن أبدأ هذه التجربة فالحمد لله رجال الأمن نصحوني بكده والحمد لله عرفنا الغلط من الصح.
وعن أبرز ملامح هذه التجربة يقول أحد الشباب 2: أصولها يعني المشاكل الأسرية كبداية وعدم الزواج وعدم تكملة الدراسة وعدم اللجوء إلى هيئة كبار العلماء وزي كده. ابتعدوا عن هيئة كبار العلماء. يعني انهم فقدوا أساسيات أصول العلم الشرعي.
* المقدم: طيب أنت مررت - كما تحدثت - بظروف أسرية ماذا بعد ذلك ماذا جاء بعد التعرض لهذه الظروف؟
أحد الشباب 2: فكرت إني أطلع وكده فالحمد لله يعني رجال الأمن مسكوني في الوقت المناسب ولله الحمد.
كنت أفكر فيه أول شيء الانتحار بسبب أن ما فيه أحدا يوقف جنبي وكده من العيلة أو أي شيء مشاكل أسرية ومريت بحالة إحباط. بعدها تعبت وحالتي النفسية تعبت وكده ودخلت المستشفى وقعدت (4 شهور) في المستشفى وبعد خروجي من المستشفى قابلت مشايخ وسألتهم يعني عن الذهاب وكده هل في حرام أو أي شيء قالوا لا يجوز الذهاب إلى العراق وفكرة الذهاب إلى مناطق الصراع كانت ذاتية والحمد لله المشايخ اللي سألتهم نصحوني وكده والحمد لله عرفنا الطريق الصح.
* المقدم: دعني أنتقل إليك اللواء خالد، هناك مقولة دائما تردد على ألسنة الشباب وأيضا المختصين هل الشباب السعودي مستهدف؟ دعنا نتمعن في هذه الجملة أو المقولة هل هي فعلا واقعية أم أن البعض يضخمها؟ استهداف الشباب السعودي إذا كان فعلا كما تقول هذه المقولة لماذا مستهدف الشباب السعودي؟
اللواء خالد: أعتقد الأرقام تثبت وسبق أن تكلمنا عن هذا الموضوع وقلنا أن ما يقارب من (45%) من المقاتلين في العراق هم من السعودية، لكن السؤال هو لماذا شباب المملكة العربية السعودية مستهدف؟ أولا: الشباب السعودي في تركيبته السكانية من (1 - 15) يشكل حوالي 50%، ومن (15 - 25) يشكل حوالي 19%، حوالي 69% من سكان المملكة العربية السعودية شباب وأغلب يمكن الدول العربية والإسلامية يشكل الشباب أهمية ولكن لماذا تم التركيز على المملكة؟ أنا أعتقد من أهم الأسباب هو استهداف للمملكة بذاتها عن طريق الأبناء ليش المملكة هي مركز العالم الإسلامي، مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، وبالتالي من الناحية العقدية هناك من يبحث أو يؤثر على سمعة المملكة من خلال هذه الناحية، الشيء الثاني المملكة لها قيمة اقتصادية كبيرة جدا فلها ما يشكل (90%) مثلا أو خلينا نتكلم عن الاحتياط النفطي (263 بليون برميل) عندنا ولله الحمد احتياطي كأعلى احتياطي في العالم، عندنا قدرة إنتاجية كدولة مصدرة أول دولة مصدرة يشكل بالنسبة لنا أو يشكل بالنسبة للمملكة العربية السعودية هذه القيمة على المستوى العالمي وعلى المستوى الإقليمي فبالتالي يريدون أن يسيؤون للمملكة عن هؤلاء الأبناء - مع الأسف الشديد - هذا العامل الأساسي بالنسبة لهم، العامل المهم تركيبة الشباب السعودي - حسب ما قالوا الإخوان - أولا إحنا تركيبتنا التركيبة الاجتماعية تقوم - خاصة المناطق الصحراوية والجبلية - وتقوم على الشدة والقسوة وإن الرجل يجب أن يكون صبورا ويجب أن يكون مطيعا ويجب أن حتى سريا فاستغلوا هذه المواصفات في الشاب السعودي وبالتالي بدأوا يجدون الهدف من الأهداف اللي اهتمت فيها الجماعات المتطرفة إنه مجرد وجود ناحية عاطفية مجرد وجود شباب سعودي في منطقة، سيؤدي إلى جلب السعوديين بنسبة أكثر وبالتالي هم يحرصون دائما على أنه يجيب الشاب السعودي وقد سمعنا الحلقات كيف إنهم يحرصون على أن يأتي السعودي إلى هناك لأنه مجرد وجود السعودي يجذب الآخرين بشكل كبير جدا، الناحية المادية طبعا عامل أساسي، المشكلة الرئيسية زي ما تكلم أحد الأخوان - هي عندنا العاطفة الدينية قوية جدا مع عدم وجود خلفية، عدم إلمام ديني جيد من السهل التأثير علينا بشكل كبير جدا سواء عن طريق الخطب أو عن طريق الصور. وهذه أهم الأسباب وإلا هناك أسباب كثيرة جدا ولكن هذه أهم الأسباب عندنا قيم اجتماعية تقول إن الشاب اللي يروح يحارب أو يروح يقاتل هذا شاب يتمتع بشجاعة ويتمتع ببطولة، لا في سرد، في قبيلة من القبائل العربية تقتل ابنها إذا كان جبانا وقيمنا الاجتماعية تقوم على تمجيد الشجاعة وبالتالي هذا هو ليس له خلفية معينة فيروح يثبت شجاعته ليصير له قيمة في المجتمع.
* المقدم: ننتقل إلى الشاب أبو شهد الذي يشاركنا هذه الحلقة أبو شهد مررت بتجربة الذهاب إلى إحدى مناطق الصراع حدثنا عن هذه التجربة.
أبو شهد: طبعا يمكن تجربتي مختلفة بعض الشيء بالنسبة للدوافع يعني فالدوافع لم تكن عقدية وإنما كانت أسباب شخصية يعني أصبت بإحباط أدت إلى إني قررت أنهي حياتي لأنه هذه الأسباب الشخصية كانت مؤلمة على نفسيتي فقادتني إلى أن أفكر في إنهاء حياتي مهما كانت الوسيلة ولم يكن لي الهدف عقائدي لكنه اختيار النهاية قد يكون هو الشيء ا للي يوحد القصص الأخرى التي مرت في الحلقة السابقة، عندما قررت هذا الشيء يعني اتجهت إلى دولة الإمارات لحالي في عام 1425هـ، في الإمارات أنا مشكلتي ما لي علاقة بالناس المتدينين حتى أو الملتزمين والقوات الأمريكية والمتحالفة كانت خلفيتي كافية إنه يدخلون الشباب العراق ما أدري يعني. ما لي علاقة بالناس المتدينين حتى يساعدوني على الذهاب لهذا الشيء والسبب اللي أدى إلى هذا الشيء يعني حتى هم ما راح يقتنعون فيه صح أنك تجيء واحد وتقول له أنا انسان ماني متدين وأبغاك أدخلني العراق، الأسباب يعني قد تكون لي مقنعة ولكن لهم غير مقنعة. ثم فكرت على طول في إني أدخل العراق توجهت إلى لبنان ومن ثم عن طريق البر دخلت سوريا، وهي المرتكز اللي كنت أطول فترة قضيتها في سوريا حوالي 5 أشهر بسبب إني ما أدري كيفية دخول الشباب للعراق. آل (5 أشهر) هذه طبعا قد يكون في شيء من السطحية ولكن بالنسبة لي كان مقنع لأنه أنا كنت أتوسم في الشباب الموجودين في سوريا أتوسم في هؤلاء أنهم متدينين ودائما أبغى يعني يدلوني كيف الدخول للعراق حتى لدرجة أنني آل (5 أشهر) هذه كنت أعاني معاناة نفسية وضغوط رهيبة لدرجة أني أحيانا أتردد في الشارع وأتوسم فيهم بأنهم سعوديين ومتدينين ولكن في الأخير أخاف إنهم يكونوا استخبارات أو شيء ويقبض علي في سوريا فكنت دائما أتقرب للشخص وأسأله كده فمن رده علي أتردد وأدخل في موضوع ثاني وما كنت يعني. كان معاي فلوس بس أنا كنت أحاول أركز على ما أنفقه بكثرة يعني لدرجة أنا كنت في منطقة ريفية منطقة متأخرة ما كنت في داخل المدينة. في منطقة تدعى الزبداني فكنت دائما أحاول أشد على نفسي لدرجة أني حتى الأكل وده كنت آكل مع أصحاب الاستراحة اللي جالس معاهم وما أصحب الناس معي وشاي معي وزادي معي وكانوا كبار في السن و...
المقدم وكنت تبحث عن الشباب هناك؟
أبو شهد كنت يعني أتوسم فيهم ملامح ودمشق قريبة تقريبا كلها (5 دقائق) ومن ثم خلال آل (5 أشهر) هذه ما وصلت إلى حل يعني درجة إنه الشخص اللي كان في الاستراحات اللي في الزبداني تؤجر للخليجيين السواح كان واضعين أسرة سورية واضعين شخص جزائري طالب تقريبا 20 سنة كانوا واضعينه للحراسة ويأخذ من الأسر الخليجية خلال تواجدهم في موسم الصيف، في الـ(5 أشهر) كان هو جاري وأصل هو موجود من قبل (3 سنوات) حسب كلامه ولكن هو سبحان الله كنت أخاف منه.
* المقدم: فعلاً كانت على هذا الشخص بوادر تشدد؟
أبو شهد: لا هو في حاله متدين امامي بس انا ما لاحظت لدرجة انا ما كنت اغلب الأوقات نايم في البيت تقريباً وما لمحته إلا اخر (5 اشهر)جلست معاه. تعرفت عليه وهو عزمني قال تأكل معاي لقمه كده وكان وقت عشاء وقلت له طيب وجلست معاه كده وكان انسان طيب ومتدين وقعد يتكلم معاي العراق وما العراق, في البدايه ما اطمنت له وفي الجلسه الثانيه صار عازمني وأنا عزمته عندي في المرة الثانية في نفس البيت إلى كنت ساكن فيه وتناولت معه الحديث واكثر عن العراق وما العراق وكيف الشباب يدخلون؟ وصار يلمح لي كيف الدخول وما الدخول فأما الجلسة معه فكانت الجالسة الفاصلة, وقلت له إنا بعلمك وأنا بمجرد جلستين أنا بعطيك قصتي وأنت بتقيم الوضع فأعطيته قصه أسباب الخروج والأزمة اللي أنا مريت بها وما اقتنع هو يعني لأن هو قال لي صعب أنني أنا أكفلك وأزكيك لأنه هادول الناس لو دخلت عندهم لأن الكلام هذا اللي أنت بتقوله يحسبونك انك استخبارات أو شي لأنهم ناس عادتهم من التدين ما يبغى يعني وإن دخولك راح يشكل عليه خطرا ويشكل علي خطرا أنا
* المقدم: طيب سنتوقف عند الخطر نأخذ تعليقا من د.علي, شاب وصل إلى مرحلة يتحدث فيها بصراحة انه يريد أن ينهي حياته هذه المرحلة التي يصلها الشاب ما الذي يدفعه إليها؟
د.علي: أنا أريد أن اعلق على هناك نقطه أساسية يجب أن يكون هناك فاصل كبير بين المشكلات الاجتماعية والأسباب المؤدية إلى الإرهاب وأنا بالنسبة لي ليس هناك أي علاقة بين المشكلات الاجتماعية والإرهاب أبدا. والبطالة وليس هناك أي علاقة والسبب في ذلك انه البطالة والمشكلات الاجتماعية ليست حكراً على مجتمع المجتمعات بل إنها موجودة في مجتمعات كثيرة ينسب تكاد تكون مضاعفه بالنسبة لنا أو تكاد تكون أرقاما خيالية ومع ذلك تظل المجتمعات يعني تحاول أن تحل هذه المشكلات ودون أن يظهر من بين شبابها من يلجأ إلى الإرهاب والمشكلة هنا البعد الأخر جعلت الشاب يأخذ مسؤوليات ليس من مهامه أساساً والسبب في ذلك انه يتلقى ويجعل نفسه مسؤولاً عن كل ما يحدث في كل العالم بطريقه خاطئة
* المقدم: لكن يا دكتور في حالة أبو شهد ليس هناك دافع تشدد ديني، هناك دافع شخصي هو الذي أدى به إلى هذا
د.علي: سآتي إلى هذا الكلام أنا اعتقد أن حالة أبو شهد انه هي حالة مختلفة تماماً ولذلك هو لم يواجه نفسه بالسؤال الحقيقي أراد أن ينهي حياته بطريقه مؤمنه بحيث يريد أن يقدم نفسه للجنة وهو يدرك انه بإمكانه أن يعلق نفسه ويشنق نفسه في أي مكان، ولكنه لم يواجه نفسه بطريقه حقيقية إنه أراد أن يقتل نفسه بطريقه توفر له عدم العذاب، عدم الدخول في مسآلة فلذلك اختار هذا الأجانب وأيضاً هو وجد نفسه إنه ممكن أن يصنع من نفسه بطلاً عندما يذهب إلى هذه المناطق ويقدم نفسه كضحية
ولكن الإشكالية الكبرى التي أريد أن اركز عليها قضية باختصار هي قضية إنه يجب أن نركز عليها انه لا يوجد هناك علاقة بين المشكلات الاجتماعية وتعاطي الإرهاب، تعاطي الإرهاب هو نتيجة لفكر هذا الفكر يجب أن يعني أن نحدد ملامحه ويجب أن نقضي عليه ويجب أن نقنع كل شاب سعودي أنه ليس من مهامه أن يكون مسؤولاً عن العالم، فهناك الآن إطار للدول،إطار للمجتمعات تحكم هذه العلاقات
* المقدم: إذا شاب نقل الخفاء من بيت إلى بيت طيلة (14 يوم) وآخر يمنعونه من الإمساك بالسلاح والمتطرفون يحركون هؤلاء المغرر بهم بعواطف دينيه مزيفه
الموقوف (1): مشينا شوى كده وسط الحواري ونزلونا في بيت وقعدنا في البيت هذا تقريباً،تقريباً قعدنا فيه ليلتين وشالونا وحطونا في بيت ثاني ومن بيت لبيت تقريباً لمدة (أسبوعين) حتى الآن ما شفت السلاح أصلاً، مدة الأسبوعين هادي بس كل شويه يشيلونا من بيت ويحطونا في بيت وقالوا اطلعوا من البيت هذا إلى البيت الثاني
الموقوف(2): أخرجوني من البيت أنا وواحد معي فظننت انهم يريدون أن يذهبون بنا إلى أحد المضافات لأنهم يسمون المكان الذي يستقبلون به الشباب (المضافة)فذهبنا ففي الطريق ونحن خارجون اخذ زميلي أحد زملائي شخص في سيارة خصوصي وأنا أخذني شخص في سيارة تاكسي فمن حين ركبت هذا التاكسي أحسست انهم يدمرون لي سوءاً حقيقة يا أخوان لقيت بغداد (3 مرات) في ذلك اليوم من بعد صلاة العصر إلى الساعة 12 ليلاً،رغم أن الجيش الأمريكي يفرض في بغداد حظر تجول من الساعة 10 فأحسست انهم يريدون تسليمي إلى الأمريكان لأن راعي التاكسي كان يذهب بي إلى الأماكن التي تنصب فيها القوات الأمريكية التفتيشات
الموقوف(1): حجروا بوت زي إيش حجروا بيوت حتى لو كان الماء مثل لون الشاهي احمر وسبب لي استفراقا وإمساكا واكلهم يعني كان خبز وثريد ورز وثمن يسمونه ناشف هذا
الموقوف(3): طبعاً ما أخبرتهم إني أريد الرجوع للسعودية لأنه كلامهم التولي يوم الزحف يعني كلامهم شديدين ولا كان في مجال تطلع ولا كان في مجال تقدر تهرب أو كان يقفل علينا ويأخذ المفتاح معاه ويجلس معنا واحد يعني سبحان الله متعاون ولا ايش.
الموقوف(1): قلت أنا بأرجع إلى أهلي وقام وأداني محاضرة طويلة عريضة والثبات ودخول الجنة وترجع إلى اهلك ترجع إلى الذل يعني من الكلام هاد وأخواتك وأبو غريب وما أبو غريب من الكلام هادا ودونك الأمريكان عندك الحين هنا وترجع قلت الأمريكان هنا وأنا لي كم هنا (3 أسابيع) حتى الرشاش ما مسكتوه بيدي زي الناس المهم شافني مرة مصمم على الرجعة فقال خلاص تبي ترجع
الموقوف(3): كان التركيز على السعوديين لأنه زي ما تقول يعني الشباب السعوديين أولاً المادة والشيء الثاني الشجاعة لأنه نادر من الشباب العراقي ينفذ عمليات انتحارية لأنه الغالب أصلا من الشباب العراقي محارب.
الموقوف(1): إذا عرفوا إنه مثلا في المكان هادا سعودي أنه القوات الأمريكية تداهم المنطقة هادي،هم نفسهم العشائر يطوقون المنطقة ويمسكون الشباب وإلا يذبحونهم واحنا نريد نعيش وما نريد مشاكل نبي نعيش ما نبي مشاكل انتم جبتم المشاكل لنا انتم انتم.
الموقوف(4): أكثر الضرر في الشارع هذا اللي خلاني أرجع،العراقيين يتقاتلون بيناتهم ويبيعونا للقوات الأمريكية بيع وأنا وين أروح
* المقدم: إذاً كانت هذه تجارب الشباب الذين سافروا إلى مناطق الصراع وواجهوا المصاعب، لدينا أيضا هنا في الاستديو تجربة ولكن من زاوية ولي الأمر الذي عاش معاناة ابنه الذي سافر إلى مناطق الصراع وهو العم جميل الثبيتي عم جميل وأنت تفتقد ابنك الذي سافر تقريباً عام 1427هـ حدثنا عن الظروف التي واكبت ذهاب ابنك إلى مناطق الصراع وهذه التجربة التي مررت بها لو سمحت؟
جميل الثبيتي: أنا كأحد الآباء الذين اكتووا بنار فرقة الابن حقيقة أو فراقه بمعنى أصح، فأحد أبنائي اللي هو (محمد) كان يدرس في أحد الكليات في محافظة جدة وقبل أن يتخرج، لاحظت عليه الالتزام حسب ما يقال والالتزام الصحيح هو الذي ينبع من القلب ولا ينبع من المظهر، فعندما لاحظت هذه التصرفات أو هذه التي كانت مفاجئة وليس لها مقدمات لم يكن جليس لملتزمين أو علماء أو مشايخ أو ملازم للمسجد بل كان من الشباب الذين يرغبون اللبس الافرنجي زي ما يقولون بالعامية وتفاجأت بأنه جاء إلى البيت ولم ملابسة اللي هي الثياب وذهب بها إلى الخياط وقام تقصيرها إلى نص الساق فجأة وأطلق لحيته، وكنت أراقبه بحذر ففرحت له بالالتزام ولكنني لم اقتنع بتصرفاته فاستمر على هذه الوتيرة.
* المقدم: أبرز الأشياء برضو اللي لاحظتها عليه ويش هي؟
جميل الثبيتي: أبرز الأشياء الذي لاحظتها عليه إنه بدأ يقتني كتب، لم أقرأها ولكنني لاحظت عناوين الكتب هذه تحث على الجهاد وأيضاً يجلب إلى البيت بما أنه في البيت في كل بيت الآن جهاز (كمبيوتر) يستخدمونه طبعاً الأجهزة هذه سلاح ذو حدين الإنسان يستخدمها حسب قناعته وفكره إذا كان سليمة أو إلى غير ذلك، فكان يأتي باسطوانات (سي دي) يركبها على هذا ولاحظت فيها صور عن مواقع أو مواطن البؤر والمشاكل التي تحدث في العالم بما فيها الشيشان وأفغانستان وفلسطين والعراق والفلبين، صور عن -أعلم- ليست حقيقية طبعاً - وماني مقتنع فيها ولكنها كانت كلها صور تجلب العواطف وتستجلب الشباب الذين هم في سن طبعاً أنا حذرته وحرصت إنني أبلغ الجهات المسؤولة عن تصرفه عندما علمت من والدته أنه يرغب الذهاب إلى العراق.
تنبهت لهذا الحال وقمت بإبلاغ الجهات المسؤولة عن طريق المحافظ فهد بن عبد العزيز بن معمر عن طريق استدعاء قدمته عليه -أثابه الله- ووقف معاي وقفة يستحق الشكر عليها في الإسراع بطلبي وطلبي يتركز على وضعه في قائمة الممنوعين من السفر من المملكة, طبعاً في فترة وجيزة لبي هذا الطلب ووضع في قائمة الممنوعين من السفر احتفظت بالجواز عندي (جواز السفر)
* المقدم: طيب قبل أن نصل إلى هذه المرحلة في مرحلة التغير المفاجئ هل حصل هناك تغير في تشكيله أصدقائه المحيطين به؟
جميل الثبيتي: نعم هذا التغير اللي حدث ترك أصحابه الأولين إلى كان يمشي معهم وكانوا في الدراسة ووثق علاقة مع ناس أول مرة أشوفهم معاه. تعرفت عليهم طبعاً من خلال متابعتي الخاصة ليس عن طريقه هو ما كان يرغب أن يطلعني عليهم ولا يعلمني بهم ولكنني تابعتهم بطريقة حتى إنني تعرفت على أهلهم وعلى أماكنهم وعلى منازلهم وعلى، الحقيقة إنه الأصدقاء طبعاً الذين كانوا يصحبونه كانوا أقل منه سناً وكانت أعمارهم يعني لا يتجاوزون الـ(20 عاماً) وهو كان يبلغ من العمر تقريباً (25سنة) لأنه من مواليد 1403هـ فكان يبلغ من العمر 25سنة وهم أقل لحد فيهم من يبلغ 16 أو 17سنة ولكنني طبعاً- وأسمائهم ولكن بعد ما وضع في القائمة من الممنوعين اطمأنيت لشيء طبعاً ما يستطيع أن يخرج من المملكة بطريقة أو بأخرى.
في يوم من الأيام جلست معاه وحاولت أناقشه وأقنعته طبعاً وأطلعته على الشيء اللي عرفته عنه إني عرفت أنه استخرج جواز سفر والثاني إني عرفت وجهته ورغبته إنه يذهب إلى العراق للجهاد.
* المقدم: وكيف كان يقابل صراحتك معاه في الحوار؟
جميل الثبيتي: الحقيقة كان يقابلني بكل احترام بالنسبة لي كأب يحترمني ولم يقسُ علي ولكنني وجدت ولمست منه عدم القناعة بما أقوله هو عاقد العزم لحد إنه يوم من الأيام قال لي إذا أردت أن تتكلم تكلم وعن الشيء اللي أنا ضمرته وفكرت فيه لن يتغير أبداً فبلغت الجهات المسؤولة عن تطرفه وعن صحبته والأشخاص الذين يمشون معه طبعاً في ليلة من الليالي اللي هي كانت في شهر واحد 26 - 1 كان في عندنا مناسبة عرس زوجنا أحد البنات وذهبنا إلى الزواج وهو تركناه في البيت لأنه رفض يذهب معنا ولاحظت عليه إنه خفف اللحية بطريقة التي كانت عليها وقال أنا رحت الحلاق والحقيقة إنه أخطأ في تصليح لحيتي وأنا أخجل من الناس اللي أروح لهم ويشوفون هذا المظهر، هو أخذها كذريعة لأنه أنا متأكد إنه أقدم عليها برغبته وليست خطأ كما قال لكن الشيء اللي كنت مطمئنا له الجواز بعهدتي وهو في قائمة الممنوعين وما كنت أفكر إنه يقدم على ما أقدم عليه, المهم بعد ما عدت تقريباً الساعة 3 اتصلت عليه قال لي أنا موجود وبدي أصلي الفجر وأعود واليوم الثاني اتصل على جواله ما بيرد, وكان عندي رحلة أنا من الطائف إلى المنطقة الشرقية لأنه احنا أحد أخواني يدرس في المنطقة الشرقية.