ساورتني الشكوك والظنون منذ أيام عدّة سبقت انطلاقة أولمبياد بكين - بعض الظن إثم - أنّ التواجد والحضور الإعلامي المكثّف الذي فاز به اللاعب نور الدين بخاري .. ما هو إلاّ حق مشروع له .. وقد استحقه عن جدارة .. وواجبنا تجاهه تكريمه بشكل لائق والاحتفاء به على طريقة الشهامة العربية .. ومن ثم تتويجه على قائمة الأبطال .. كنت على ثقة بالغة أنّ بخاري العربي الأصيل سوف يرفع مكانة الرياضة العربية في بكين، وقد يعود من هناك على (طائرة خاصة) محمّلة بالعديد من الأوسمة الذهبية .. لكن ما إن بدأت حمى منافسات الألعاب .. كنت أفتش تحت المجهر على قائمة اللاعبين المتوّجين بالذهب وأخواتها .. فلعل وعسى أن تصطاد عيني المتفائلة اللاعب البخاري وقد تقدم الجميع في سلسلة الميداليات .. وهذا للأسف لم يحدث.
** إذن من هو اللاعب بخاري الذي كان منافساً شرساً للسبّاح الأمريكي مايكل فيلبس .. إذ سحب البساط من تحت قدميه رغم فارق المسافة بين جنوب المملكة حيث يتواجد بخاري .. وبكين التي يتربع على عرش صدارة المسابقات المائية ذلك الأمريكي الذي فاز بلقب ملك الماء!!
** بخاري .. بالتأكيد لم تقل نجوميته عن ذلك - الفيلبس - حيث كان نجم ساحة المعسكر الاتحادي .. فالأخبار المتتالية لا تعرف سوى بخاري .. (وقع ولم يوقع).
** اللاعب مقلب كوميدي ساخن وسط أجواء أبها الباردة!
** حرب كلامية لا نعرف بدايتها ولا موعد نهايتها تشير إلى ضلوع رئيس النادي السابق في إسداء النصيحة إلى الإدارة الحالية بسرعة التوقيع معه!
** ولأول مرة في حياتي أسمع أنّ هناك لاعباً قدم خطاباً رسمياً لإدارة ناديه تعهّد فيه بأن يعمل على رفع مستواه الفني واللياقي خلال شهرين قادمين ليفوز بثقة ناديه، مؤكداً استعداده للتنازل عن كافة مستحقاته المالية إذا لم يكن بمستوى الطموحات الاتحادية!!
** هذا ولا يزال مسلسل بخاري قائماً .. ومن المتوقع له أن يكتسح بشعبيته مكانة المسلسلات التركية نور وسنوات الضياع!
** وقد يختتم أولمبياد بكين وتظهر من ثم الدراسات بأنّ بخاري ساهم بشكل فاعل في عدم توجيه الأضواء على منافسات الدورة .. وقد تنصب له بكين العداء .. وتقرر حرمانه من دخول أراضيها بتهمة تسببه في فشل الدورة إعلامياً.
** وسامحونا !!
صح النوم !!
** جرياً على العادة .. نغط في سبات عميق .. ونلوذ بالصمت طوال فترة الاستعداد لمشاركة أولمبية .. ولكن ما ان تقتسم غنائم الدورة من ميداليات ويجري توزيعها على المشاركين من كافة بقاع الأرض .. وتعود بعثات (بني يعرب) إلى أوطانها خالية الوفاض .. ترتفع نغمة قديمة مكرّرة تعلن الرفض والشجب على تلك النتائج المتواضعة وتطرح التساؤلات والتي تدور حول مبرّرات تواضع الحضور العربي .. وبالطبع سيكون للوفد السعودي نصيبه الكبير في هذا الجدل المثير الذي - يتأخر - كثيراً ..
نعم من حق الإعلام الرياضي أن يتناول قضية المشاركة ويبحث أسباب الإخفاق .. لكن أين دور الإعلام الحقيقي؟
** لماذا لم يمارس دوره مبكراً أثناء فترة الاستعداد والتحضير ويلتقي الأجهزة الإدارية والفنية ويتعرّف على وجهات نظرها بخصوص المشاركة..؟
** أين الإعلام الحقيقي من مقابلة اللاعبين المتأهلين إلى أولمبياد بكين ليستخلص منهم وعن كثب تطلّعاتهم وأمانيهم ويبحث أموراً تتعلّق بجدوى التدريب والمعسكرات ومدى كفاءتها وجدواها في تحقيق مشاركة متميزة؟
** حقيقة أتوقف عند مسألة في غاية الأهمية .. وأقول - رحم الله امرأً عرف قدر نفسه - فتلك هي إمكاناتنا وقدراتنا وسنبقى كذلك - مكانك سر - إن لم تنطلق ثقافة جديدة على مستوى الفرد والمجتمع تدعو لإحداث التغيير المطلوب الذي يجب أن يرتكز أولاً على فهم مضامين الرياضة وكيفية صناعة البطل .. وتلك عملية ليست سهلة .. وتتطلب تضافر جهود مشتركة تبدأ من داخل أسرة الفرد الرياضي!!
وسامحونا !!
يا حظهم .. إجازة !!
كان عش الطائر الصيني قبلة أنظار العالم .. كل شيء في هذا الأولمبياد كان متميزاً ورائعاً اعتباراً من حفل الافتتاح الباهر الذي جاء توقيته تخليداً لأولمبياد بكين ولكل الأولمبيادات السابقة .. فالرئيس الصيني هو جنتاو أعلن الافتتاح رسمياً عند الساعة الثامنة وثماني دقائق من مساء يوم الجمعة 8-8-2008م وبالطبع فإنّ قرار تحديد موعد الافتتاح لم يكن عشوائياً وقد خطط له منذ سنوات .. ومما يعرف عن الشعب الصيني بأنّه يتفاءل بالرقم ثمانية ويعدّه جالباً للحظ والسعادة!
** وكما أوردت وكالة الأنباء الصينية أنّ المستشار ماو يولين قد ناشد إلى اعتبار الثامن من شهر أغسطس إجازة رسمية كل عام!
** ويا حظهم (الصينيون) إذا تمّت الموافقة على ذلك المقترح .. وتلك الإجازة المجانية احتفالاً بذكرى أولمبياد بكين!!
** وفي المقابل فإنّ شعوبنا العربية سوف تأمل مستقبلاً في الاحتفال بالبطولات الرياضية لديها بأن تحظى هي الأخرى في يوم (إجازة) لتصبح أوطاننا - ولله الحمد - أكثر دول العالم تمتعاً بالإجازات!!
وسامحونا!!