لم أتوقع أن تتحول إجازتي السنوية التي طلبتها من الجريدة إلى رحلة غنية بمادة تراثية حصلت عليها خلال أسبوعين أمضيتهما في مدينة عرعر وفي عمان عاصمة الأردن، فقد التقيت في مجلس عائلة الظبيان شيوخ المحلف من الدهامشة من عنزة برواة من كبار السن وحصلت على سيرة لهذه العائلة وما قيل فيها من شعر يجسد الماضي العريق خاصة مشاركة الشيخ ضاري الظبيان - رحمه الله - وقبيلته مع الملك عبدالعزيز في معركة (السبلة) الشهيرة ومعاهدته له والتقيت مع الراوي المخضرم المعروف شايم بن ضاحي اللميع وروى لي في شريط مسجل جميع قائد الشاعر غانم اللميع والشاعر مغثي الجلعودي والشاعر دبي المطوطح وفي مدينة (مادبا) غرب عمان في الأردن قمت بزيارة الى أبناء الشاعر المعروف كريدي القشعمي - رحمه الله - فحصلت على صور من جميع قصائده المكتوبة النادرة له وزودني الأديب والشاعر الأردني عبدالله الشاهين بأشرطة صوتية بصوت كريدي لأغلب قصائده وقصصه وقد أخبرني الأخ عبدالمجيد بن كريدي بأن وصية والده الأخيرة هي إكرام الضيف والاهتمام بدلاله حيث قال من قصيدته وهي الوصية:

وعند قدومي لزيارتهم بدون سابق موعد فقد وجدت الدلال أمام المجلس والنار تتوقد في المنقل، وهذا يدل على اهتمام أبناء كريدي - رحمه الله - بوصية والدهم، وقد أكرموني خير إكرام هم وإخوة من عائلة الزبن من شيوخ بني صخر الشيخ خالد بن ذيخان الشبيب الحيدر الزبن والشيخ زيد بن تركي الحيدر الزبن وكذلك دعاني الشاعر والأديب عبدالله الشاهين وإخوانه وجماعته وأكرموني خير إكرام وأهداني كتابه الذي ألفه بعنوان (ديوان شعر عشائر البلقا ما قالوه وما قيل فيهم) وسوف يكون لنا وقفات مع قراءة له ونشر ما أشرت إليه سابقا من قصائد وقصص حصلت عليها في تلك الرحلة التي سوف تبقى ذكراها خالدة في القلوب والمشاعر.

وقفة شعرية