حوار - هلال الثبيتي
سعد السهلي شاعر متمكن من أدوات الشعر يتمتع بذائقة شعرية، كتب القصيدة بتمعن، أحيا العديد من الأمسيات داخل المملكة وخارجها كان آخرها أمسية في مستشفى الملك فهد بالباحة، لم يكن حريصً على الظهور في وسائل الإعلام لإيمانه بشاعريته. كان ل(مدارات شعبية ) هذا اللقاء مع الشاعر سعد السهلي الذي لم يخلُ من المكاشفة والصراحة.
1- صحافة الشعر الشعبية، التلفزيون، الإذاعة، المطبوعات، هل حققت الطموح الشعري في الساحة؟
- الكمال لله عز وجل، بكل تأكيد لها أثرها الإجابي في الساحة، ولكن حالياً ومع كثرة الوسائل التي تعتني بالشعر، فقد اختلط الغث بالسمين ولم تعد ترتقي بالطموح الشعري، وننتظر من المسؤولين في هذه القنوات المساهمة في الإرتقاء بالشعر.
2- ما علاقة الشللية بالساحة الشعرية؟
- أولاً الشللية لا تقتصر على مجال معين، ففي كل مجال نجد هناك شللية، لذلك فإن الشللية لا ترتبط فقط بالساحة.
3- هل تعتقد أن البرامج الشعرية أعادت النعرات القبلية؟
- بعض البرامج تعتمد بشكل كبير على إحياء النعرات القبلية وذلك سعياً للكسب المادي.
4- ما سبب تجاهل القنوات الفضائية الشعرية للأسماء الشعرية البارزة على الساحة؟
- الشاعر الحقيقي لا يهمه تجاهل القنوات الفضائية الشعرية له، فالشاعر أكثر ما يهمه هو الجمهور المتذوق للشعر سواء اتصل بهم عن طريق القنوات الفضائية أو غير ذلك. وأرى أن السبب في ذلك أيضاً هو الشللية وقد يعود السبب أيضاً للشاعر نفسه الذي لا يحبذ الظهور في الإعلام.
5- إلى أي مدى أثر المستشعرون في مستوى الساحة الشعرية؟
- بكل أسف أن تأثيرهم تأثير سلبي ساهم في النزول بالساحة الشعبية إلى مستوى أغضب الغيورين على الشعر، ولكن بالطبع فإن هؤلاء المستشعرين لم يؤثروا على سعد السهلي كما أثروا على غيره، والجمهور الواعي الذي يميز بين الشاعر والمستشعر.
6- من خلال تجربتك الطويلة في مجال كتابة القصيدة الشعبية، كيف ترى الساحة في الوقت الحاضر؟
- الساحة الشعبية كما ذكرت اختلط الغث بالسمين، فالساحة حالياً لم تعد مثل قبل فهي تعتمد حالياً على المصالح أكثر من اعتمادها على الشعر الجزل.
7- هل الصخب المفتعل في الساحة جزء منها أم أنه خارج نطاق حدودها؟
- شعراء الساحة المتمكنون أعلام ولا يحتاجون إلى إثارة زوابع أو صخب للإعلان عن جهودهم. أما من يفتعل الصخب هم يبحثون عن مكان ثابت لهم في الساحة الشعبية بمعنى (الصخب هو إعلان لوجودهم) ولكن ثق تماماً أنها زوبعة في فنجال تنتهي من حيث بدأت والأمثلة على ذلك كثيرة.
8- لماذا أنت غير مهتم بشاعريتك رغم كل الفرصة المتاحة لك؟
- أنا مهتم وبكل تأكيد بشاعريتي ولكن غير مهتم بالظهور الإعلامي الذي قد يؤثر في مسيرة الشاعر بشكل سلبي أكثر من ما هو إيجابي، فلذلك أتجنب في أغلب الأحيان الظهور في الإعلام الذي يقلل من شاعرية الشاعر.
9- لماذا أصبح الشعر في الوقت الحاضر بين سندان الشهرة ومطرقة الوساطة؟
- لوجود أشخاص تجذبهم الفلاشات ويرغبون في إقحام أنفسهم في مجال الشعر على الرغم من أنهم لا يمتون للشعر بصلة.
10- متى نرى شعراء مبدعين في الساحة؟
- إذا ابتعد المستشعرون عن الساحة وتم استئصال الشللية.
11- هل تشكل المنتديات الشعرية خطراً على الشعر؟
- بالعكس المنتديات الشعرية تساهم في الارتقاء بالشعر وإذا تم التعامل معها بشكل إيجابي يعود على الساحة بالنفع.
12- هل هناك شعراء صنعهم الإعلام؟ ولماذا؟
- بكل تأكيد فأغلب الموجودين في الساحة صنعهم الأعلام، وأرى أن الشاعر الجزل سواء صنعه الإعلام أم لم يصنعه فهذا لا يقلل من شاعريته طالما أنه يقدم الشعر الجزل. أما المستشعرون الذين صنعهم الإعلام فهم مجرد (فقاعة صابون) ومهما طال الوقت سوف ينساهم الجمهور لأنهم مجرد شاعراء وقتيين.
13- يقال أن مجلات الشعر الشعبي أفسدت الشعر بشلليتها، ما هو تعليقك؟
- هذا الكلام صحيح فأغلب الشعراء الحقيقيين يبتعدون عن الوسط الإعلامي بسبب ما تقدمه هذه المجلات وبسبب تصرفاتها الشللية.
14- هل القنوات الفضائية الشعرية أرضت طموح المتابعين والمشاهدين لها؟
- الإجابة على هذا السؤال من شقين.
الأول: بالنسبة لمتابعي المستشعرين فهؤلاء أرضت طموحاتهم. الثاني: المتابعين للشعراء الحقيقيين فلديهم بعض التحفظات على هذه القنوات.
15- هل القصيدة الكلاسيكية أثرت في الساحة؟
- نعم بدليل العودة للاستشهاد بأباطرة الشعر الشعبي، ولعل بعض الأبيات أصبحت من الأمثال المتداولة بين الناس وأحياناً تكون القافية صعبة ولكن وقعها الموسيقي يترك أثره القوي في نفوس المتلقين، أقرب وأبسط مثال قصائد شعراء أمثال ابن عون ومحمد السديري وغيرهما لا تزال راسخة في الأذهان مع العلم أن البعض منا لم ير أصحاب هذه القصائد.
16- الأمسيات الشعرية الغائب الحاضر الذي يجامل المستشعرين، هل ترى أنها مهمة في التجربة الشعرية لأي شاعر؟
- الأمسيات الشعرية مهمة للشاعر حيث إنها تعد وسيلة اتصال مباشرة بين الشاعر والجمهور، وهي تعتمد على الارتجالية في أغلب الأوقات من ناحية التعامل مع الجمهور.
والأمسيات تكشف الشاعر الحقيقي من المزيف (المستشعر)، وأغلب المستشعرين يتخوفون كثيراً من الأمسيات، والأمثلة على ذلك كثيرة.
17- مجاملات شعرية تجعل الساحة على حافة الضياع كيف ترى هذه المجاملات؟
- المجاملات ظاهرة غير صحية في ساحة الشعر أو غير ذلك وهي في مجال الشعر ساهمت في تدني مستوى الشعر وليس من سبيل للخروج من هذه المجاملات سوى النقد البناء الذي يساهم في الارتقاء بالشعر وهو الطريق الوحيد إلى انتشال الساحة من الضياع.
18- هل سعد السهلي أنصف نفسه؟
- بكل أمانة لا، لأنني لم أقم بتوثيق وتدوين إنتاجي الشعري والفكري، بالتالي سطا من سطا على حقوقي الفكرية.
19- متى تجامل في الشعر؟
- لا أجامل مطلقاً، وأنا أعده نوعاً من أنواع الكذب والغش.
20- يقال أن الواقعية والمصداقية أعداء المستشعرين؟
- نعم وألف نعم لأن المويه تكذب الغطاس.
21- كيف تنظر إلى المسابقات الشعرية التي تبث من خلال القنوات الشعرية الفضائية؟ وهل هي مجدية في خدمة الشعر الشعبي؟
- بكل صراحة أغلب البرامج والمسابقات الشعرية لا يكون هدفها خدمة الشعر الشعبي بل نجدها تتسابق للكسب المادي.