تمتلك السفارات السعودية المقومات الأساسية للنجاح والتفوق، وهي بالفعل ناجحة سياسياً ودبلوماسيا في بناء علاقات متينة مع الدول، ومتفوقة إدارياً من حيث كفاءة الموظفين وفخامة المباني وخدمة أبنائنا هناك، إلا أن هناك تقصيرا في دورها للدعوة إلى الإسلام بالصورة المطلوبة!
وحين يوجه العتب لسفاراتنا في بعض الدول فلأن خادم الحرمين الشريفين لم يتوقف قط عن دعمه للدعوة من خلال بعث الدعاة المعتدلين لخارج البلاد، الذين نأمل أن لا تنحصر أوقات بعثاتهم في الصيف فقط حتى لا تتبدد أوقاتهم في النزهة في المصايف الباردة! كما لا ينبغي الاكتفاء بدور أولئك الدعاة والمعاهد والجامعات الإسلامية ومراكز الدعوة التابعة لها التي تصب اهتمامها على المسلمين من أبناء تلك الدول فحسب - وهم يستحقون - بينما الأولى امتداد الاهتمام بمن لم يدخلوا في الإسلام جهلاً منهم به.
أوليس الشعور بالضياع لدى بعض الشعوب بسبب جهلها بأهداف الإسلام الداعي للسلام الذي تتعطش له شعوب الأرض؟ فلو أدركت أن الإسلام هو الحل لكل ما يعصف بها من مشاكل لتفيأت تحت ظلاله وسعت إليه بنفسها. ولأنها لا تدرك ذلك فليكن واجبنا نحن المسلمين أن نبصِّر تلك الشعوب الضالة وننير طريقها بنور الإسلام وضيائه الذي ينعكس على النفوس فتشرق بالحق ويسكنها اليقين فلا تحكم إلا بالعدل وتقف وجلى حين يظلم الضعفاء، وعندها تعلم أن هناك حساباً وعقاباً وأجراً ومثوبة وجناتٍ عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين.
فلو تم استغلال إمكانيات السابقين للإسلام والاستعانة بهم لدعوة شعوبهم وتعريفهم بهذا الدين العظيم، وعدم الاكتفاء بالكتيبات والمنشورات التي يدعو لها بعض الناس ويسعون لجمع التبرعات لطباعتها ظناً أنها وسيلة وحيدة للتعريف بالإسلام. بينما يحسن بنا استحداث وسائل أخرى حديثة تواكب التطور الحضاري الذي تعيشه تلك الدول فضلاً عن تلمس احتياجاتهم وحل مشكلاتهم كإحدى الوسائل الناجعة لجذبهم نحو الدين الإسلامي.
وهنا نرتئي من سفاراتنا فتح المجال للأدباء والمثقفين والصحفيين الأجانب لزيارة بلادنا، أو إقامة الملتقيات الثقافية في بلادهم هناك كإحدى الوسائل الحضارية لنشر الإسلام والتعريف ببلادنا التي تفجَّر منها ينبوع الإسلام وتدفقت جداوله حتى وصلت أطراف الصين وشرق آسيا وجنوب أوروبا وغرب إفريقيا! كما يقتضي الأمر منح شبابنا الفرصة في مجال التعريف بالإسلام والدعوة له، وسينجحون حتماً كما نجح زملاؤهم في التعريف بالفلكلور الشعبي والتراث الوطني.
إن الحماس الذي أظهره أبناؤنا الشباب الذي - ما فتئ يغلي قهراً وغيرة عند المساس برسوله صلى الله عليه وسلم ويهتف لنصرته - لا بد أن يوظف بطريقة موضوعية لنشر الإسلام والذود عنه، ولن نجد مثل الشباب الملتزم بدينه باعتدال ويملك العلم واللغة والحيوية والنشاط داعياً لدينه ونصيراً لرسوله ومظهرا لجمال بلاده وثقافتها الرائدة!!
rogaia143@hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342