المؤتمر الذي سوف ينعقد في القاهرة الشهر القادم ويتناول إصلاح الإعلام العربي، والذي على أجندته عدة قضايا وطروحات حول الإعلام في البلدان العربية، يجعل الحديث يتوجه صوب فاعلية الاعلام العربي ومدى دوره في قضايا الأمة والمجتمعات ومعالجة إشكالياتها، ولكي نبتعد قليلاً عن السياسة بعد أن نقول إن من أهم الأدوار المطلوبة من آليات إعلامنا هي دعم قضايانا العربية وحملها وتفسيرها في فضاءات العالم الآخر والغربية منها بالذات, نضيف بعد ذلك، ونؤكد أن المجتمعات العربية تعج بالكثير من الظواهر والإشكاليات التي تحتاج إلى توجيه بوصلة الإعلام اليها؛ ليس بصورة نقدية كما اعتدنا بل بأساليب العلاج والتقويم والتوعية التي تقتحم ميدان الحل بمعطيات وطروحات العلاج بدلاً من الدوران حوله بتقارير النقد وجلد الذات التي لا تغني ولا تسمن من جوع وعفى عليها الزمن. فالعقل الاجتماعي وعاء يستقبل كل يوم وفي ظل ما يحيط به من ظواهر قوالب اعلامية تشكل أطره وقناعاتة المعيشية، فبدءاً من اشكالية العنف الأسري والتنشئة الخاطئة للاطفال والبطالة والعنوسة، والتكاسل عن العمل والغياب عن المشاركة في المسئولية الاجتماعية، كل هذه القضايا وغيرها الكثير سقطت من اهتمامات سياساتنا الاعلامية وتشكيل الرأي العام لدينا، وتركت ضحية النظرة العامة وسلم قيم التراكميات المعرفية عبر السنين, وقد آن الأوان لكي تلتفت لها الحركة الاعلامية خصوصاً في ظل الانفجار المعلوماتي والاعلامي الذي غزا العالم وجعل كل خصوصياته مباحة.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244