في ليلة حلقت بنا طيور البهجة وامتزج معها الفخر والزهو.. وكثير من الإمتاع والمؤانسة.. في قناة الإخبارية مع برنامج (آفاق ثقافية) والذي يقدمه المذيع عبدالرحمن الحسين، وقد تحاور مع ضيف البرنامج الأديب الأريب حمد القاضي، فقد تحدث الضيف بكل إقناع عن تسيد وتصدر الثقافة المطبوعة (خير أنيس في هذا الزمان كتاب) مصادر الثقافة، ولقد تحدث الأديب عن الإنجازات الثقافية في وطننا الغالي وأنها تتزامن مع منجزات أخرى مماثلة لها في عمرها الحضاري القصير، وها هي صحافتنا كحقول خضراء نرتوي من عطاءاتها فثمة عشرات المجلات والصحف وآلاف الكتب التي تطبع وكثيراً من القنوات الفضائية تنافس الدول تعلماً وثقافة. |
نفط يقول الناس عن وطني |
ما أنصفوا وطني هو المجد |
وأقول بكل إمتاع ومؤانسة فالأديب أوسع علينا باستفاضة أنهضت العقول وأطربت العاطفة.. تحدث عن اقتناء الكتاب ومتعة القراءة والتي لا يضاهيها أي متعة قال إنها ارتباط وإحساس والتصاق، إذن هي علاقة حميمة بين الكتاب ومن يقتني الكتاب.. |
بالقراءة نبلغ أقصى غاياتنا وطموحاتنا، وتساعدنا على بناء التفكير وتطوير الذات، بين دفتي الكتاب نجد الكلمات المشرقة التي ترتقي بجدة المشاعر والأحاسيس. إن القراءة الواعية المثمرة أهم مقومات استمالة التفكير والتي لابد لكل إنسان يمتلكها، القراءة ترتقي بنا كيف نتحاور فالقراءة لها أدواتها والتفكير له أدواته فلا نستطيع التحاور مع الآخرين إلا عندما نكون حصيلة قرائية تقوي لغتنا ومفردات قاموسنا فعندما تكون القراءة نمطا حياتيا معتادا نكون أكثر نضجاً ووعياً وتساعد على الاستقرار النفسي والعقلي، إن القراءة تسهم في السياق اللغوي وتجعلك حاضرا في كل السطور فتعيش في فضاءات الإبداع، القراءة تكسب الثقة في النفس وتفتح طريق النجاح بطمأنينة، وتنطلق بذاتك نحو الحياة بثقة أكبر وآمال مشرقة أوسع وتكون لديك مساحة أوسع بتفكير منطقي وتحليلي لمعرفة كل ما يواجهك، بمعنى أنه يكون لديك منهجية تفكير صحيحة. |
ثم استكمل الأديب حديثه ببقاء الكتاب كمصدر أساسي للثقافة وأنه أهم الوسائط المعرفية فالكتاب ذو بُعد مرجعي وتوثيقي وتربوي وتثقيف لذات وأكثر واقعية وأعم فائدة ونخرج منه بشفافة عميقة، إنما ثمة من يقول إن حضور الكتاب في الماضي لم يكن مثل حضوره في الوقت الحاضر في ظل التقنيات الحديثة خاصة في هذا الزخم من الفضائيات إضافة إلى أن النشر الإلكتروني وإن أصبح صورة تكاملية وحالة إثرائية للكتاب. |
ثم أشار إلى ما كان عليه الأسلاف في الماضي من عشق للكتاب وأجمل ما ذكر قول المأمون عندما سأله الفضل بن سهل وهما يتجولان في بساتين دمشق فقال له الفضل: هل رأيت أجمل من هذه البساتين؟ فقال المأمون: (أجمل منها كتب تجلو الأفهام وتسر القلوب وتؤنس الأنفس..!) حقاً عندما يسكن الألم والشجن حنايا النفس الباكية، فلا تجد مخرجاً منها إلا عندما تنكب على قراءة كتاب، فيتوهج الأمل وترتسم ومضات من التفاؤل والسكينة في قلبك..! |
- الجوف |
|