من أكثر الرسائل الإلكترونية التي أتلقاها تطلب مني مشاركتهم همومهم تأتي من مبدعين ومبدعات، وأعتقد أن الكثير من كتاب الزوايا الصحفية يتلقون مثل ذلك، فهل هذا يعني أننا بلد الإبداع..؟
تقول في رسالتها إنها تملك مخترعاً يساعد غير القادرين على المشي.. المشي بالشكل الصحيح، ومع أهمية مخترعها هذا إلا إنها لا تعرف إلى أين تتجه، هي لا تريد أن تسجل هذا المخترع فقط بل تريد أبعد من ذلك، وهو أن يخرج هذا المخترع إلى الواقع ليستفيد منه آلاف المحتاجين.
وآخر يشكو حاله مع إبداعاته في مجالات تقنية مميزة وأنه تواصل مع أكثر من جهة ولم يجد أي اهتمام به وبمخترعه، وثالث ورابع وأخرى تحكي رسائلهم واقعاً أقل ما يقال عنه محزن لكل من يهمه رقي هذا الوطن وتقدم هذا الإنسان.
نسمع كثيراً عن الإبداع وجوائز تحققت ولكننا لم نسمع عن تبني مبدع أو مبدعة، ولم نسمع عن احتفالية بمخترع سعودي أنجز، فهل يعني هذا أننا كما قلت في مقالة سابقة مجتمع (شعارات)؟.
وأضيف اليوم أننا مجتمع (البهرجة) والأصوات الإعلامية غير المجدية، هل أنا متشائم..؟
ربما.. لكن الواقع يؤكد خلاف ذلك، بل يؤكد أننا كما يقال في مسألة الإبداع والتقدم الإبداعي (من جرف لدحديرة)، لا مزايدة على الوطن وعلى مقدرات الوطن ولا نريد أن يأتي أحدهم ويقول إننا فعلنا وفعلنا وحصلنا على كذا وكذا، فهذه فقاعات إعلامية لا يمكن أن نصدقها حتى ولو صدقها البعض، ألا يستحق الوطن أن نعمل بكل شفافية وأن نقيم أعمال مؤسساتنا ونقول للمحسن أحسنت وواصل، وللمقصر قصرت وغادر..؟ أم أن البعض لا يتورع أن يتاجر بالإبداع والمبدعين ومن ورائهم الأهم (الوطن)..؟؟