عادت النساء إلى حكم اسرائيل، فبعد فوز تسيبي ليفني بانتخابات حزب كاديما برئاسة الحزب فإنها ستحل محل ايهود أولمرت برئاسة الحكومة كون حزبها يتمتع بالغالبية في الكنيست الإسرائيلي، وستبدأ ليفني من اليوم مشاوراتها لتشكيل حكومة ائتلافية مع الشريك الحالي في حكومة أولمرت حزب العمل الذي يرأسه باراك والذي لم يصدر منه ما يمنع من استمرار شراكة حزبه في تشكيل الحكومة الجديدة. وأمام ليفني اثنان واربعون يوماً لتشكيل الحكومة وإذا لم تفلح تنظم انتخابات مبكرة خلال تسعين يوماً، ولا نعتقد بأن ليفني بحاجة إلى الاثنين والأربعين يوماً المحددة كمهلة لها لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، إذ طالما استمر التفاهم مع شريكها باراك فإن الأحزاب الأخرى المشاركة في حكومة أولمرت لن تثير أية مشاكل لليفني، ولهذا فإن الدوائر السياسية والفلسطينيين الذين يعدون أكثر الاطراف تضرراً من وصول هذه المتشددة إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية ولهذا فإنهم أخذوا يتعاملون مع هذا التطور الجديد والذي يؤكد استمرار السياسة الإسرائيلية القمعية ضد الشعب الفلسطيني، بل إن ليفني التي كانت تقود الخط المتشدد داخل الحكومة السابقة والمدافعة بشراسة عن اقامة المستوطنات وتوسيعها يزيد من المخاوف العربية والفلسطينية في تقلص الآمال في تحقق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية وأن حلم اعلان الدولة الفلسطينية الذي حدده الرئيس الأمريكي جورج بوش قبل تركه البيت الأبيض، أصبح حلماً صعب المنال بوصول هذه المتشددة لرئاسة الحكومة الإسرائيلية والتي ستعمل على شطب حقوق الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته من خلال إطلاق سياسة الاستيطان وترسيخ دولة يهودية متطرفة من خلال فرض أيدلوجية توراتية كانت ولا تزال عنواناً لحياة ليفني السياسية.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244