يتساءل بعضنا: لماذا يتحتم عليّ أن أقلق بخصوص الانطباعات الأولى التي قد يكوّنها عني الآخر؟ من المؤكد أنه سيعرفني على حقيقتي بمرور الزمن.
لمثل هذا الشخص نقول إن إدارة الانطباعات في أحد معانيها، هي فن اختصار تأثير الزمن في عدة انطباعات سريعة. وتذكر أنك تسعى للتأثير وليس للتغرير. وتلك بعض الأمور التي تعطي الانطباعات الأولى أهمية قصوى:
1- يميل الآخرون إلى إصدار الأحكام علينا من منطلق تحيزاتهم وتصوراتهم المسبقة، حتى قبل أن يمنحوا أنفسهم الفرصة الكافية لمعرفة حقيقتنا بمرور الزمن. فإذا تمكنت من التأثير عليهم في البداية لتكوين انطباعات صادقة عنك فإنك بذلك تساعدهم وتساعد نفسك.
2- إذا ما حدث وكوّن الآخرون عنك انطباعا سلبياً وغير صادق، فإنهم يميلون إلى تدعيم هذا الانطباع وتعزيزه، وذلك من خلال تصيد أخطائك وملاحظة سلبياتك، وغض البصر عن إيجابياتك.
3- يفترض الآخرون دوماً أن انطباعاتهم الأولى عنك صادقة، ولو لم تكن كذلك لما اهتموا بها أصلاً. فعبر تاريخهم الطويل تعلم البشر أن انطباعاتهم الأولى تكون عادة صادقة. وهي لا تكذب إلا في الحالات الاستثنائية.
4- إذا ما كوّن الآخرون عنك انطباعاً سلبياً، فإنك قد تقضي بقية عمرك في محاولة إثبات عدم صدق هذا الانطباع ومحاولة تغييره. فلماذا تجشّم نفسك هذا العناء؟ أليس من الأفضل البدء بانطباع إيجابي ثم تعزيزه؟ بدلاً من البدء بانطباع سلبي ثم تغييره؟
5- لا يمكن للآخرين أن يتوقفوا عن تكوين انطباعات عنك، مهما حاولوا. فهكذا يعمل الذهن البشري. فإذا كان من المحتم أن يكون الآخرون عنك انطباعا ما، فلماذا لا تجعله انطباعاً إيجابياً؟.