{نَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ } هكذا حكم الله على الخليقة وهكذا شاءت إرادته وحكمته ولا راد لقضائه وما يريد.
في يوم الأحد 14-9-1429هـ ودعت محافظة البكيرية أحد أبنائها انه الشيخ صالح بن سليمان الخزيم رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته الذي انتقل إلى رحمة الله بعد معاناة مع المرض.
والفقيد - رحمه الله - عاش حياة حافلة بالعطاء، وتقلب - رحمه الله - في عدة مناصب قيادية، وهو مرب فاضل حيث زاول مهنة التدريس بداية في مدارس الفلاح بمكة المكرمة، ثم بمسقط رأسه بالبكيرية بمدرسة العزيزية الابتدائية ثم مديراً لها .
وعمل كاتب ضبط في قضاء سدير ثم مديرا بالمعهد السعودي لتأهيل المعلمين ثم احب مواصلة الدراسة الجامعية في كلية الشريعة واللغة العربية آنذاك وهما نواة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وتخرج منها فعين مديراً للمعهد العلمي بالبكيرية اعتباراً من 86هـ حتى تقاعد في عام 97هـ.
وكانت حياته - غفر الله له - حافلة بالعلم والعطاء وحب الاطلاع والقراءة، وممن تتلمذ على يديهم مفتي عام المملكة آنذاك سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم غفر الله له ووالده الشيخ سليمان بن صالح الخزيم - الذي خصه حفيده الشيخ محمد بن صالح الخزيم مدير المعهد العلمي في محافظة البكيرية بترجمة خاصة.
وممن تتلمذ على يديهم أيضاً الشيخ عبد العزيز السبيل والشيخ الشاوي وسواهما فكان - رحمه الله - طالب علم يحرص على العناية بالشريعة وعلومها كيف لا وهو من هذا البيت المبارك (آل خزيم)، حيث تميزت هذه الأسرة بحبها للعلم وطلبه، وهذه سجية لهم غفر الله للأموات وسدد خطى الأحياء ونفع بهم.
أكتب هذه الكلمات التي أجزم أنها لا تفي حق الفقيد ذي الورع والتقى، وحسن الأخلاق، فقد عرفت ذلك منه عن قرب حيث كنت أزوره بحضرة ابنه (محمد) مدير المعهد العلمي في محافظة البكيرية، واستمرت هذه الزيارة حتى وهو في مرضه الأخير حيث وجدته صابراً محتسباً يلهج بشكر الله ودعائه ويحمده على ما أصابه، كذلك عرفته رجلاً فاضلاً وشيخاً وقوراً محباً للخير مؤكداً اجتماع الكلمة ونبذ الفرقة، وما احسب ما اصابه من مرض إنما هو كفارة وطهور وهذه حال المسلم يصبر ويحتسب ما أصابه من ضرر وألم وكبد.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته والهم ذويه جميعاً الصبر والسلوان.
وأقول لزميلي العزيز وابن الفقيد الشيخ محمد بن صالح الخزيم مدير المعهد العلمي في محافظة البكيرية صبراً لله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار، وهنيئاً لك ولإخوانك بركم بأبيكم حال حياته، وداموا على ذلك حين مماته فأنتم أدرى بذلك، ومن مثلكم يؤخذ العلم.
أكرر الدعوة لكم بأن تصبروا وتحتسبوا والدكم غفر الله، في رحمة الرحمن الرحيم فقد قضى نحبه ولقى ربه صابراً محتسباً واضعاً نصب عينيه مخافة الله ورجاء ثوابه. وأختتم كلمتي المتواضعة ب{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
- مدير المعهد العلمي في محافظة الرس