طالما كنت في شوق إلى ربوعها المجيدة وكثيراً من الأحيان أجد نفسي مذنباً لأنني قد حاصرتني مشاغلي عنها، وأنا لست هاجراً لها في قلبي وعقلي.. سلاماً على من أزكى ثراها سيد الخلق رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.
وسلام على تلك الصفوة من الصحابة الأبرار الخلفاء المهاجرين والأنصار. طيبة الطيبة أحب البقاع إلى الله ورسوله، سراج الدنيا المنير ومنبع العلم ومهوى الأفئدة وقلب الإيمان الخالد، جزاها الله عنا كل خير لما غرست في نفوسنا من حب وتضحية وتفاخر بسيد الأنام رسول الله الأمين صلى الله عليه وسلم القائل: (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا أو أشد، وصححها لنا، وبارك لنا في صاعها ومدها، وأنقل حماها فاجعلها بالجحفة) رواه البخاري ومسلم.
المدينة المنورة جنة الدنيا وحصن الإسلام المنيع، منها اشتد عود الإسلام بعد أن ولد في مكة المكرمة ومنها أضاءت شمس الإسلام جميع أرجاء الكون. لقد شرف الله عز وجل المدينة المنورة، كما شرف مكة المكرمة فهو سبحانه وتعالى يرجع له الفضل في تسميتها طابة، طيبة هذا إضافة إلى ما لها من ذكر في القرآن والسنة. وصدق الله العظيم وصدق رسوله الأمين، طيبة من الطيب والطهر والنقاء والصفا، فقد قال بعض أهل العلم: وفي طيب ترابها وهوائها دليل شاهد على صحة هذه التسمية، لأن من أقام بها يجد من تربتها وحيطانها رائحة طيبة، لا تكاد توجد في غيرها.
وللمدينة المنورة أكثر من مائة اسم في كتب السيرة وتلك الأسماء تدل على علو مكانتها ورفعة منزلتها على سائر البلدان، فهي حرم الله تعالى وحرم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد حرمها الله على لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كما حرم مكة المكرمة على لسان إبراهيم عليه السلام.
بعد هذه المقدمة المتواضعة التي استمدت من قراءاتي السابقة عنها ويسبق ذلك عميق محبتي لها واعترافي بفضلها على سائر البلدان، أجد نفسي ملزماً بتقديم هذه الفكرة التي تهدف في المقام الأول إلى عمل صالح الغرض منه تقديم خدمة لزوار المدينة المنورة في جميع المواسم التي تشهدها الفكرة هي تكوين لجنة مرتبطة بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف وعضوية وزارة الإعلام، الغرض منها تقديم الخدمات التعريفية بكل الأماكن التاريخية بالمدينة المنورة التي يقصدها الزوار، وإمداد تلك اللجنة بكل ما يمكن من المقومات السياحية رفيعة المستوى من أجل أن يستمتع الزائر للمدينة المنورة برحلة سياحية لجميع الأماكن الإسلامية بها. إن الذي دعاني للكتابة في هذا الموضوع هو الذي يحصل حالياً خارج أسوار المسجد النبوي الشريف وعقب كل صلاة من متاجرة بهذه الخدمة دون وجود الكفاءة المطلوبة لتقديمها، مع عدم توفر وسائل النقل المخصصة لهذا الغرض وكذلك عدم وجود المرشدين المدربين مسبقاً للقيام بهذه المهمة ذات الطابع التاريخي الإسلامي.
إنني لا أقصد من ذلك قطع الأرزاق بل توفير خدمة سياحية إسلامية ذات مستوى حضاري مميز يقدم للزوار، مما يترك انطباعا تاريخيا يجسد في نفس الزائر تلك الجهود المبذولة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين في سبيل راحة الحجاج والمعتمرين والزوار.
أرجو أن تصل هذه الفكرة إلى معالي وزير الشؤون الإسلامية من أجل تقديم خدمات مميزة لكل الزوار الذين يتوقون شوقاً إلى ربوع طيبة الطيبة كما أرجو أن تكون هذه الفكرة طريقاً سهلاً للاستثمار الذي يستقطب السواعد الشابة من أبناء المدينة المنورة مما يعود على طيبة وربوعها وزوارها بالنفع الجم.