ممّا لا شك فيه أن للمراجع الدينية في أي بلد، سواءً أكانت رسمية أم عامة (شعبية) - إذا جاز التعبير، مكانتها المعتبرة، وأن تأثيرها لا يقتصر على بلدها، وكيف بتلك المراجع عندما تكون من هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية؟ وأكتفي بهذا التقديم تجاه موقف يركن إليه كل مسلم يلتمس العقيدة السوية.
وعلى هذا النحو تأتي الفتاوى الشرعية والفقهية المختلفة على رأس تلك الأولويات اليومية، وبقدر ما تكون تلك الفتاوى متسامية بسماحة الإسلام وتغير الزمان والمكان، تقع في محلها من الإقرار والأخذ بها، وقد لا تتجاوز أحياناً تسجيل المواقف تجاه الأحداث المختلفة لهذا العالم أو ذاك، ناهيك أن تكون باباً للأخذ والرد والتأويل المغذي للمجادلة بالتي هي أسوأ.
ولهذا فإن الفتاوى التي تحدد برنامجاً أو مسلسلاً بالحكم الشرعي تعني أن بقية البرامج والمسلسلات المماثلة بها ملحوظات تتطلب بالتالي إفرادها بفتاوى مماثلة؛ ممّا يثير التساؤلات ويجعل المسلم يقع في حيرة من أمره، مع ما قد تخلفه من تداعيات سياسية وإعلامية بين البلاد العربية والإسلامية، وزيادة الرفع من أسهم تلك البرامج والمسلسلات بفتاوى تجدف تجاه تيار أضحى اليوم بقدر تداخله لا يمكن فصله عن واقعه المقبل على تحولات تتطلب فتاوى ركيزتها الهدي النبوي الشريف في العام والخاص.
وأحسب أن الجهات القائمة على الفتيا في بلادنا تأخذ بذلك بحسبان تلافي الوقوع في دائرة التصويت لمثل تلك البرامج والمسلسلات وهي لا تستحق تكريمها بالفتيا، حتى وإن استفتى أحد العامة تجاهها بما أن بقية البرامج والمسلسلات بها ما بها من المخالفات العقدية والشرعية وما تعارف عليه الناس من مكارم الأخلاق.