تطبق المؤسسات الصحية في المملكة العربية السعودية مثل المستشفيات والمستوصفات برنامج الزيارات العلمية لأطباء لهم صيتهم العلمي في الأوساط الطبية على مختلف الصعد الوطنية والإقليمية والدولية والإعلان عنه عبر وسائل الإعلام الجماهيرية في المجتمع.
وتهدف هذه المؤسسات من تنفيذ برنامج الزيارات العلمية التسويق عن خدماتها الطبية من إظهار شبكة علاقاتها مع الأوساط الطبية الأكاديمية والبحثية والميدانية، وتحقيق معدلات ربح مرتفعة من قبل راغبي الخدمة التي يقدمها الأطباء الزائرون، وتهيئة فرص لعمل لقاءات معهم من جانب طلاب التخصصات الصحية وأعضاء هيئة التدريس وغيرهم من المتخصصين.
في الوقت الذي تتسابق فيه المؤسسات الصحية بتطبيق هذا البرنامج يندر أن تقوم مؤسسات التعليم العالي من جامعات وكليات جامعية ومراكز بحثية ومراكز تدريبية في عمل برنامج الزيارات العلمية لأساتذة معروفين في مجالهم العلمي.
نقرأ أسماء لأكاديميين في الدوريات العلمية المحكمة ونسمع عنهم ونتمنى اللقاء بهم للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم في مجالات التعليم العالي والجامعي من تدريس وإعداد بحوث وخدمة مجتمع واستشارات وسمنارات وورش عمل ودورات تدريبية وغيرها.
برنامج علماء نوبل الذي تنفذه جامعة الملك سعود محل تقدير المجتمع على المستوى الرسمي والشعبي، لكن علماء نوبل قليلون وينتمون لتخصصات محددة، أما بقية التخصصات فتحتاج إلى مثل برنامج الزيارات العلمية ولا سيما النظرية منها مثل التخصصات الشرعية والعربية والاجتماعية والتربوية والنفسية والإدارية والإعلامية والسياسية والقانونية وإدارة الأعمال واللغات والسياحة والآثار وغيرها.
لقد أشارت عدد من الكتابات العلمية إلى أخذ دول مثل بريطانيا وأمريكا وأستراليا بخطوة جديدة وذلك في إطار برنامج الزيارات العلمية، وتتمثل هذه الخطوة في الاستفادة من طلاب الدراسات العليا المتفوقين ولا سيما في مرحلة الدكتوراه في تقديم محاضرات عن موضوعات محددة والإشراف على طلاب مرحلة الماجستير وذلك لمعالجة النقص في عدد المرشدين والمشرفين على الخطط والرسائل الجامعية، وأظهرت هذه الكتابات إلى نجاح الطلاب المتفوقين في التعامل مع طلاب الماجستير سواء في المرحلة المنهجية أو في مرحلة إعداد البحث.
أستاذ مشارك -كلية المعلمين
drmusaedmainooh@hotmail.com