كنا تفاءلنا بنقلة وعد بها (التلفازيون)
للجهاز الحيوي الأليف.. الذي بات محاطاً
بسعار فضائي غير مسبوق.. وتحت وطأة
مقارنات ليست في صالحه في كل الأحوال..
** تفاءلنا بقيادات تنفيذية مهنية.. تسنمت
مكانها في كادر الجهاز.. وتفاءلنا بتغيير
مس ناموساً اجتماعياً ظلَّ محمياً بقناعات
غلاظ شداد..!
إذ أُشركت المرأة - ويا للهول - في هذا الكادر
ووُسع مجال إسهامها فيه... وانتظرنا مزيداً
لم يأتِ..!
أيقنا أن القضية أصعب.. وتحتاج إلى جهد أكثر
ورؤى أكثر تجدداً ومراعاة ً للمهنية والاحتراف
والدعم المادي بمختلف أشكاله..
لدينا من القضايا والأفكار.. ما يحتاج رؤى
تستثمر زخمها.. وقدرات تستوعب ثراء
الوطن وتنوعاته وأطيافه.. وواقعه وتحدياته..!
لا ينفع معها إعلاميون أو تلفازيون بشهادات
جامعية.. أو وجوه ناعمة وأنيقة.... تحتاج صقلاً
ودربةً وتأهيلاً.. وتحتاج تجربة يحسن القيمون
على الجهاز توظيفها تخطيطاً وتوجيهاً ومتابعة.. وتقييماً.
** تقرير عن (الأكلات الشعبية) في جدة مثلاً
يقدمه مذيع.. لا يفرق بين منطقة (البلد)..
حاضنة تلك الأكلات والمطاعم.. بوصفها ثقافة..
وجبهة قتال.. أو بينها وبين حفل تخرج
طلبة جامعيين.. أو حفل افتتاح مستشفى...!؟
لا يعي حساسية ذلك المشهد.. ومواطن اختلافه..
ومحط الإثارة أو الفكرة والقيمة فيه..
ومخرج لا يُحسن توظيف جزيئات ذلك
المشهد.. والتفريق بين المشاهد السابقة
وإدراك طبيعة كل منها وسماته.. ومقتضيات
تقديمه مختزلاً في دقائق..؟ فتقدم قنواتنا (الشأن
الشعبي والمجتمعي والثقافي والموسمي..) مجرداً من الفنية..
تصوير وبث وتعليق جاف.. ميكانيكية ممعنة
في التقشف في عصر تلفزيون الواقع..(..........)
** لدينا أمكنة مقدسة: مكة والمدينة.. لا يعرف كثير منا
معاطن ثرائها الفاتن.. إلا عبر شاشات قنوات أخرى..
وهي بين ظهرانينا..! ولدينا شواهد سيرة
حضارية دينية وتاريخية ووطنية.. لم نتعرف
عليها ولم تُكشف لنا وللعالم.. إلا في فضائيات أخرى..
لم تكن (أربعتنا) من بينها.................
** ولدينا مفكرون ومعنيون بقضايانا
بوعي ومعرفة وصدق.. لا نشاهدهم
إلا على موائد الآخرين الفضائية..
ولدينا ولدينا... ولكن من يحسن الفرز
ويتقن الاختيار.. من يتلمس دواخلنا بصدق
وينتقي منها بوعي ومهنية ترقى إلى
مستوى بدائل اخترناها اعتباطاً أو... أو سأماً
من وجوه تتكرر علينا منذ عشرين عاماً
بذات اللغة والملامح.. وبذات المنطق والأدوات..!
** مدير القناة هو المذيع.. وهو من يدير الحوارات.. ويقدم الأخبار ويغطي المناسبات.. ويقدم المسابقات..
ولكم أن تتخيلوا عقلية تتمثل هذا
السلوك المهني.. أو تجيزه.. ونحن في الألفية الثالثة..
قسراً تحملنا على مخرجات وعيها الغائب.. وذوقها الخاص..
ثم لا نفتر تعمل على تقليص جمهور
تلفزيوننا العزيز..(...........)..
نقيس الشاهد الحاضر.. على الماضي الغائب..!
لم نعِ بعد.. أن العقل والذوق.. باتا أكثر قدرة
على التمييز والتقييم والاختيار..!
Md1413@hotmail.com