في داخلنا نخبئ هدية.. ننتظر الزمان يجود بمن يستحقها.. ويقدرها حق قدرها.. وفي انتظارنا تحيا قصص وبطولات يمر علينا فيها الكثير من الوجوه التي لا نميز أيها يكون من (ننتظر)؟ |
فنرسم ذلك (المُنتظر) خيالا يفوق الخلل.. ويتجاوز هنات الزلل.. ويرقى الى الفكر صورة سريالية مفعمة بالعمق والهدوء تتجول في دهاليزها بصائر أحلامنا.. وتحنو عليها أكف أمانينا.. وتداعب جنباتها نسائم شوق خجول.. نرسم ذلك (المُنتظر).. وفاء في صورة إنسان.. يحمل بين فكيه قصائد الغزل والشوق وبين جنبيه فؤادا ملؤه الهيام وفي لمسة يده رقيق المشاعر وعذبها؟ |
|
يرى الفتى (المُنتظرَ) حسناء تحيطه بأساور من حنان.. وتلفه بغطاء من مودة.. وترعاه طفلا في صورة رجل.. وترى ألا رجل إلا هو.. وترى الفتاة (المُنتظرَ).. شهما يظللها بظلال من أمان.. ويحتويها بنؤي من رجولة.. وينصِّبها على عرش قلبه ملكة تنعم في أرجاء مملكته لا ينازعها في ملكها أحد. تلك هي (الأحلام) وقد كانت لكثير حقيقة.. ولكثير خيبة أمل! ويبقى السؤال: لمن أعطيك ياقلبي؟ |
فنحن في زمن أضحى الحب فيه نشوة عابرة.. يقضيها الواهمون مع من كان ولا ضير.. ويعيشها المرجفون سلوة لا تعدو سويعات من جنح ليل.. ويلقي الخائن في أذن (إحداهن) ما ألقاه في أذن (أخرى).. وتقسم تلك (لأحدهم) قسما قد أقسمته (لآخر).. |
|
زمن أضحى فيه الحب لا يَقدِر حتى على حمل حرفيه.. فقد أوهنه الكذب وهده التزييف فأضحى باكيا على أطلال قيس وليلى وجميل وبثينة.. يقتات على صدق قلوب باقية اشتد عود حبها بحسن المعاشرة وصدق المبتغى.. ولم تلهها زخارف الحب الواهم المتشبث بالضعف وإن حسنت.. أو تُوُّهِم حسنها.. في زمن تتلقفه النوازل فلا تبقي على صدق المنهج إلا قليلاً.. يأتي السؤال: لمن أعطيك ياقلبي؟ |
وإن كنا لا ندري أيحق لنا أن نسأل هذا السؤال؟ أم أن (دكتاتورية) الحب لن تتيح لنا الاختيار؟ |
|
(إنما في العمر يوم |
هو عندي كل عمري |
يومها أحسست أني |
عشت كل العمر نجما في سماك |
خبريني.. بعد هذا |
كيف أعطي القلب يوما لسواك؟) |
|
|