نعم، ما الذي يمكن أن يُقال، وتاريخ حافل يمر أمامك، تعرف تفاصيله، وأحداثه وأبطاله، ودوافعه، ونزاعاته، وصراعاته، وغاياته، وأهدافه.. ثم نتائجه.
ما الذي يمكن أن يُقال:
وأنت ترى في مخيلتك كل شيء يتحوّل، يتغيّر، يتبدّل، لتتسع الأرض ويقوم البناء!..
الصور متحرّكة، ومعها شخوص لرجال صنعوا وطناً، منهم من كان قائداً، ومنهم من كان معيناً، ومنهم من كان متطلعاً، ومنهم من كان طامحاً، ومنهم من كان ثائراً، ومنهم من كان عدواً ثم أصبح صديقاً، ومنهم من (ولد حاكماً) فجمع كل أولئك حوله، وبهم ومعهم صنع مجداً له ولهم.
أسماء.. وأسماء تلتف جميعها حول معنى واحد هو: (أنهم من الوطن) وهم (ذاكرة الوطن) وتلتف حول عمق واحد هو (تاريخ الوطن).
كيف نحتفل بذكرى هؤلاء؟ وماذا يعني (اليوم الوطني) في حضورهم، فحياتهم لم تكن سوى سلسلة كفاح، ومبادئ، ومثل، ومواقف، وقيم أفرزت الكثير في تاريخنا المحلي الذي سيظل بهياً بحضورهم أياً كانت مواقفهم ومواقعهم، فلكل واحد منهم (تاريخ يستحق أن تتأمله).
لا يمكن في حضور اليوم الوطني إلا وأن تتساءل: كيف نرسّخ معنى الوطن في أطفالنا؟ كيف نعزّز معاني الهوية، والبيت الكبير، والانتماء، ومعنى الجذور المتأصّلة في عمق الأرض التي تطأها أقدامهم يومياً، وكثير منهم لا يعي أن منذ زمن بعيد أقداماً وطأت الشوك وأدميت لتقدّم لهم كل ما هم عليه الآن.
رحم الله كل من جعل لحياته قيمة، وهدفاً، ورسالة، ورحم الله من عانى ووحّد ولمّ شمل هذا الوطن المترامي، ومن خدموا بعده وأسهموا في بنائه وحافظوا على وحدته وأمنه ومكتسباته..