موسكو - سعيد طانيوس

قال فلاديمير بوتين رئيس الحكومة الروسية في خطاب ألقاه في ندوة دولية حول الاستثمارات عقدت نهاية الأسبوع الماضي, إنه لا يجوز أن يعتمد الاقتصاد العالمي على آلة واحدة لطبع النقود، مشيراً الى أن الحالة المَرَضية للدولار هي التي هزت أسواق العالم للأوراق المالية والأسهم. وفي هذا السياق يرى الخبير المالي ألكسي مامونتوف، رئيس رابطة النقد الدولية أن أحد الدروس التي يمكن استخلاصها من الأزمة المالية الدولية الحالية يتمثل في ضرورة تقليل اعتماد الاقتصاد العالمي على العملة والاقتصاد الأميركيين، معتبراً أن الأزمة المالية الحالية نتجت عن سياسة مالية رعناء للسلطات الأميركية.

ويرى مامونتوف أن الحل من الأزمة يتمثل في تقليل اعتماد العالم على الاقتصاد الأميركي الذي يساهم بـ22% من إجمالي الناتج العالمي اليوم. موضحاً أنه تتوفر فرص كثيرة لدى الصين وروسيا والهند والبرازيل والمكسيك لكي تزيد إسهامها في إجمالي الناتج العالمي وتطيح بالعملة الأميركية كعملة رئيسة على مستوى العالم. إلا أن مامونتوف أشار إلى أن مثل هذه المهمة تتطلب 20 أو 30 عاماً.

وفي ذات السياق عبر الخبير الاقتصادي رسلان غرينبرغ، رئيس معهد الاقتصاد التابع لأكاديمية العلوم الروسية، عن دهشته لأن إحدى العملات الوطنية أصبحت عملة رئيسة للعالم، لكنه أشار إلى أن إنهاء هذه الحالة أمر في غاية الصعوبة بعدما أصبحت أوروبا وروسيا واليابان والصين رهينة لهذا النظام المالي، إذ ادخرت كميات كبيرة جداً من الدولارات حتى أنها أصبحت حريصة على قوة الدولار الشرائية حرص الأميركيين أنفسهم إن لم يكن أكثر منهم.