القاهرة - مكتب «الجزيرة» - محمد العجمي - علي البلهاسي
أعرب رؤساء ومديرو المنظمات الاقتصادية والاتحادات العربية عن خالص تهانيهم للملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وللحكومة السعودية وأفراد الشعب السعودي بمناسبة ذكرى العيد الوطني للمملكة الذي يعد عيداً لجميع العرب والمسلمين في كل بقاع العالم.. مؤكدين أن المملكة تشهد قفزات هائلة في مختلف المجالات والقطاعات الإنتاجية والخدمية والصناعية.
وأكدوا أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز يقود نهضة شاملة في مختلف القطاعات بالمملكة ونجح في وضع المملكة على خريطة الاقتصاد العالمي موضحين أن السعودية بفضل معدلات النمو الاقتصادية الحالية والنهضة التنموية في مختلف القطاعات ستصبح من النمور الاقتصادية قريباً.
وقال الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب السفير جمال البيومي لقد أصبحت المملكة تحتل مكانة كبيرة لما قدمته وتقدمه للأمة العربية والإسلامية، ودورها الكبير في التكامل العربي سواء على المستوى السياسي والاقتصادي فهي أكبر مستثمر في العالم العربي وأكبر اقتصاد من بين الاقتصاديات العربية وأكبر جاذب للاستثمار وأكبر داعم للقضايا العربية والإسلامية وذلك بفضل الله ثم بفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله. موضحاً أن حكومة خادم الحرمين قادرة على دفع وتعزيز التكامل الاقتصادي العربي وتحقيق الرخاء للشعب السعودي إلى جانب بذل الجهود التي تمكن العالم العربي والإسلامي من صيانة قضاياه.
وأشار بيومي إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يفكر في المستقبل دائما ويسعى إلى إحداث نهضة شاملة في السعودية إلى جانب تهيئة المناخ الاستثماري وفتح الفرص الاستثمارية أمام المستثمرين.
وقال إن ارتفاع أسعار النفط وارتفاع الصادرات السعودية والتطور والارتفاع في حجم البضائع السعودية المصدرة وسياسة السعودية نحو الانفتاح على الأسواق الخارجية ودعم الصادرات والاستثمارات انعكس على تحسن أداء الاقتصاد السعودي.
وأضاف أن السعودية تشهد نمواً متسارعاً نتيجة لارتفاع الإنفاق الحكومي على البنية الأساسية، فهناك دراسات تشير إلى أن معدل النمو سيصل إلى 5% خلال هذا العام مشيراً إلى أن إنفاق المملكة يرتفع بمعدل 11% سنويا نتيجة للإنفاق على البنية الأساسية وإنشاء مدن صناعية جديدة وهو ما يشكل نهضة اقتصادية في المستقبل، مشيراً إلى أن عائدات الحكومة في تزايد مستمر وهناك فائض في الميزانية تجاوز 41 مليار جنيه خلال العام الماضي.
تنمية بشرية
من جانبه أكد محمد بن يوسف المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية أن المملكة حققت نهضة في مجال التنمية البشرية والنهوض بالموارد البشرية المتاحة وهو ما جعلها تحتل مكانة متقدمة في المنطقة العربية، وأضاف أن للأسرة الحاكمة بصمات في جميع المجالات.
وأشار إلى أن المملكة حققت أيضاً تنمية اقتصادية واستثمرت الطفرة النفطية في استكمال البنية الأساسية والاستثمار في الموارد البشرية والاهتمام بالمواطن السعودي بما يحقق في النهاية نهضة تنموية لجميع أفراد الشعب.
وأضاف أن النهضة لم تشمل قطاع النفط فقط بل شملت جميع القطاعات الاقتصادية وخصوصاً الصناعة وهناك اهتمام كبير بإزالة كافة العقبات أمام المستثمرين الأجانب لزيادة الاستثمارات هذا إلى جانب التسهيلات الكبيرة التي تمنح لهم إضافة إلى أن المملكة قامت بتأسيس عدد من المدن الصناعية في مختلف أرجاء المملكة لتحقيق التوازن والنمو في جميع أنحاء المملكة دون التركيز على منطقة دون الأخرى.
ملحمة توحيد
وقال الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بالجامعة العربية:
إن المملكة تسعى بخطى ثابتة نحو نهضة اقتصادية وتواجد على المستوى الإقليمي والعالمي وتلعب دورا مؤثرا في استقرار أسعار النفط في السوق العالمي.
وأضاف أن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- قاد ملحمة توحيد هذا الكيان الذي كان ممزقاً في كيانات قبلية متناحرة. ولو تأملنا بعمق دلالات هذه الملحمة لوقفنا على عبقرية رائد التوحيد، وكيف أنه استطاع أن يؤسس نظام حكم على مبادئ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فهما الأساس الذي تقوم عليه حياة كل مسلم، ففي مثل هذا اليوم من عام 1351هـ -1932م سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود على مدى اثنين وثلاثين عاماً بعد استرداده لمدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م. وفي 17 جمادى الأولى 1351هـ صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية واختار الملك عبدالعزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية.
تطور ونهضة
أما الدكتور سالم اللوزي المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية فقال إن ما تحقق في المملكة يعد نقلة نوعية في التنمية الاقتصادية مشيراً إلى أن المملكة قامت خلال السنوات الأخيرة بتحقيق نهضة على كافة المستويات مستغلة الطفرة النفطية في إنشاء المدن الصناعية الجديدة وتحسين البيئة الاقتصادية التي يعيش فيها المواطن السعودي وحمايته من التضخم من خلال تقديم الدعم وعدم رفع أسعار الطاقة رغم ارتفاعها في جميع أنحاء العالم.
وأشار اللوزي إلى أن السعودية حققت تقدما ملحوظ في مجال القطاع الزراعي والمنتجات الغذائية الذي يساهم بنحو10% من الناتج المحلي وتسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وذلك باستثمار الكثير من الأموال في مجال الزراعة والإنتاج الزراعي. وأضاف أن المملكة تمكنت من تحقيق التوازن بين التطور الحضاري والعمراني والاقتصادي وبين المحافظة على المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية وخلال مسيرة البناء نفذت المملكة خطط التنمية الخمسية بنجاح خلال قفزات سريعة ونهضة حضارية شاملة نقلتها إلى مرحلة الإنماء السريع، وتم خلالها تنفيذ التجهيزات الأساسية من طرق وموانئ ومطارات ومرافق وخدمات أخرى مما ساعد على اختصار الوقت والجهد في تنفيذ المشروعات العملاقة التي اشتملت عليها خطط التنمية التي تضاعف الإنفاق عليها من دخل البترول والثروات الطبيعية.
قطاع مصرفي قوي
في نفس الإطار أكد الأمين العام لاتحاد المصارف العربية الدكتور فؤاد شاكر أن القطاع المصرفي السعودي يعد من أكبر القطاعات المصرفية في المنطقة العربية كما يعد من أكثرها ربحية وكفاءة في المنطقة خصوصاً أن أصوله يبلغ مجموعها نحو290 مليار دولار وهو ما يجعل هذا القطاع المهم والحيوي مقبلا على مرحلة نمو جديدة وطفرة حقيقية.
تقدم كبير في البتروكيماويات
ويشير الدكتور شفيق الأشقر الأمين العام للاتحاد العربي للأسمدة إلى أن المملكة حققت قفزات هائلة في صناعة البتروكيماويات والأسمدة حيث تعتبر شركة (سابك) من الشركات الكبرى الرائدة في هذا المجال مشيراً إلى تطور صناعاتها البتروكيماوية مما جعلها تصبح واحدة من الشركات العربية العملاقة في العالم.
وأشار الأشقر إلى أن صناعة البتروكيماويات في المملكة تشهد طفرة كبيرة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث حقق قطاع البتروكيماويات ما نسبته 20% من الناتج الوطني مشيراً إلى أنه خلال السنوات الماضية حققت المملكة نموا كبيرا في كافة القطاعات وهو ما يجعلها خلال السنوات القادمة لا تعتمد على عائدات النفط فقط بل ستعتمد على قطاعات أخرى مثل السياحة والصناعة والإنتاج الزراعي وغيرها. ومن المتوقع أن يكون لصناعات التعدين دور كبير في زيادة مصادر الدخل الوطني.
وأضاف الأشقر أن المملكة حققت هذه النهضة بعد دخولها منظمة التجارة العالمية والتي مكنتها من المنافسة على المستوى العالمي وانعكس ذلك على جودة المنتجات السعودية ودخولها كثيرا من الأسواق العالمية.
طفرة في الاستثمار
ويرى المهندس هاني توفيق رئيس الاتحاد العربي لرأس المال المخاطر أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز حقق خلال السنوات السابقة طفرة هائلة في مجال الاستثمارات وتهيئة بيئة الأعمال وإزالة كثير من المعوقات التي كانت تواجه المستثمرين الأجانب والعرب مشيراً إلى أن الملك عبدالله يعرف كيف يستثمر إمكانات بلاده فيما يحقق النمو الاقتصادي لها ويزيد من رفاهية مواطنيه.
وقال إن قرارات وخطوات خادم الحرمين منذ توليه مقاليد حكم الدولة السعودية تصب في هذا صالح المواطن السعودي وتؤدي إلى النهضة السعودية الشاملة والدليل على ذلك الإعلان عن سياسة المدن الاقتصادية وعلى رأسها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية باستثمارات تصل إلى 100 مليار ريال والتي يتوقع لها أن تخلق مجتمعا اقتصاديا فريدا في المملكة وفى منطقة الخليج العربي ككل كما أن الإصلاحات والحوافز التي أعلنت عنها الحكومة السعودية ساهمت بشكل كبير في تزايد ثقة المستثمرين واستقطاب المزيد من الاستثمارات نحو المملكة متوقعا أن تستقطب المدينة الاقتصادية أعداداً كبيرة من المستثمرين إضافة إلى استيعابها الكثير من الأيدي العاملة.