«الجزيرة»- سلطان المواش
حذَّر مدير عام الصحة الوقائية بوزارة الصحة أ. فلاح المزروع من بعض المياه المعبأة التي قد يكون فيها كمية من البروميت الزائد. وقال المدير العام في تصريح لـ(الجزيرة): إن التعرض الطويل للبروميت قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وتشمل الفئات الأكثر عرضة النساء في سن الإنجاب والأطفال الصغار وضعيفي المناعة والأشخاص المسنين. وأشار في هذا الجانب عن كيفية تشكل البروميت في المياه المعبأة، وقال إن البروميت هو مكون عادي من مكونات المياه المعبأة واعتماداً على مصدر المياه فإن مستوى البروميت قد ينقلب ويكون مستواه قليلاً أو كثيراً اعتماداً على مصدر المياه، ويتشكل البروميت عندما تتفاعل أيونات البروميت والأوزون معاً، ومستوى البروميت الذي قد يتكون في المياه يعتمد على تركيز البروميت في مصدر المياه والأوزون وقت اتصال الأوزون ومجموعة متنوعة من العوامل الأخرى بما فيها كيمياء المياه مثل الرقم الهيدروجيني والمواد العضوية والصلابة والقلوية.
وأوضح المزروع في هذا الإطار أن الأوزون يستخدم كمطهر للمياه المعدنية، والأزونة غالباً ما تفضل أكثر من الكلورة لتنقية المياه وتطهيرها لأنها لا تترك طعماً أو لوناً أو رائحة متبقية في المياه. ويستخدم الكلور في المقام الأول للتطهير أو في شبكات المياه العامة في الولايات المتحدة، ولكن بعض شبكات المياه تقوم باستخدام الأوزون. وقد استخدمت الأوزونة على نطاق واسع لتطهير المياه في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد المدير العام أنه ليس هناك سوى القليل جداً أو لا يوجد أدلة مقنعة تشير إلى أن التعرض للبروميت في مياه الشرب يمثل خطراً على صحة البشر. وعلى الرغم من عدم وجود دراسات كافية تؤيد التأثير السلبي في صحة الإنسان ولكن الدراسات التي أجريت على الحيوانات أثبت وجود تأثير سلبي على الحيوانات، ففي دراسة وجد أن بروميت البوتاسيوم المضاف إلى مياه الشرب المعطاة للفئران أحدث زيادة في السرطانية مرتبطة بالجرعة وسبب أوراماً في الكلى والغدة الدرقية والغشاء البريتوني في هذه الفئران. أعطت اختبارات البروميت نتائج سلبية في إحداث الطفرات البكتيرية في حين تم الحصول على نتائج إيجابية ضارة على الحمض النووي دي.ان.اي. لذا فقد تم تصنيفه على أنه مادة مسرطنة للبشر على الأرجح بسبب ما وجد من الأدلة في الحيوانات بالرغم من قلة الأدلة وعدم كفايتها التي تؤكد ذلك في البشر.
موضحاً أن مخاطر الإصابة بالسرطان قدرت على أساس أورام الخلايا الكلوية من دراسة أجريت في الفئران ودراسة ثانية أجريت على مجموعة أخرى من الفئران بجرعات أقل في نفس المختبر. وبالنظر إلى هذه الدراسات تبين أن البروميت هو مادة مسرطنة للفئران غير مرتبطة بمستوى معين. وعن شرب المياه التي تحتوي على البروميت وهل هي غير آمنة؟ قال: استناداً إلى ما هو متاح من بيانات علمية عن البروميت لا يبدو أن له تأثيراً فورياً خطراً على صحة الأفراد ولكن يجب توخي الحذر في استخدام مياه الشرب المعبأة التي تحتوي على بروميت فوق الحدود القانونية المسموح بها. ولا توجد دراسات طويلة الأجل قد تم إنجازها على البشر لتأكيد أو نفي المخاطر الصحية المرتبطة بالتعرض للبروميت ولكن النساء اللاتي في سن الحمل وضعيفي المناعة والأطفال الصغار والمسنين قد يكونون أكثر عرضة للتسمم بالبروميت مسبباً الغثيان والقيء وآلام البطن والإسهال وفقر دم انحلالي والأزمة الرئوية والفشل الكلوي والصمم.
وعن المبدأ الوقائي أشار مدير عام الصحة الوقائية بأنه ينبغي أن يطبق في مثل هذه الحالات المبدأ الوقائي والذي ينص على أنه إذا كانت الدراسات لم تثبت أن استخدام البروميت آمن فإنه لا ينبغي استخدامه حتى تتوفر المزيد من الأدلة العلمية التي تثبت أن استخدامه آمن أو العكس.
وعن التوقف عن شرب المياه التي تحتوي على البروميت قال المدير العام: يجب أن يهتم المستهلكون ويساورهم القلق إزاء وجود البروميت في المياه المعبأة لأنه ربما يكون مسرطناً للإنسان والحيوان. وكل من وكالة حماية البيئة وإدارة الأغذية والعقاقير وضعت المعايير لمياه الشرب ومياه الشرب المعبأة. وسيكون في مصلحة البشرية والصحة والسلامة تفادي المياه التي تحتوي على مستويات بروميت تتجاوز المنصوص عليها. ووكالة حماية البيئة وإدارة الأغذية والعقاقير ومنظمة الصحة العالمية نصت على 10 P غرام لتر من البروميت في مياه الشرب المعبأة. وقال: يجب على المستهلكين تجنب استهلاك المياه المعبأة التي تحتوي على كل من الأوزون وبروميت وتجنب استهلاك المياه المعبأة التي تستخدم الأوزون كمطهر وتجنب استهلاك المياه المعدنية المعبأة أو غيرها من المياه التي تم أوزنتها وقراءة العلامات على المياه المعبأة بعناية قبل الاستهلاك وإذا كان هناك شك حول محتوى البروميت في المياه المعبأة تجنب استهلاكها.