حينما يتعلق الأمر بالقرآن الكريم، وسنة الرسول عليه الصلاة والتسليم، فإن منابع الضياء ستجري أنهارها في كل الأرجاء. وهل هنالك ضياء كضياء القرآن الكريم؟ وضياء سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم؟
وصلتني في هذا اليوم المشرق من أيام العشر الأواخر في شهرنا الكريم نسخٌ من مجلة (ضياء) التي تصدر عن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الزلفي، فأضافت إلى نور الطاعة في شهر الصيام، نور أخبار حفظة كتاب الله عز وجل، وأنوار عدد من الموضوعات المتعلقة بالقرآن وأهله وجمعياته المنتشرة في مناطق ومحافظات المملكة العربية السعودية، بلد القرآن المعني به، رعايةً ومتابعةً، تعليماً وتحفيظاً، طباعةً وتوزيعاً.
في مجلة ضياء موضوعات تستحق القراءة، ومعلومات تستحق الاهتمام، ومقابلات مع شخصيات لها علاقة بالقرآن تستحق أن يطلع عليها الإنسان المثقف، ويفيد منها طلاب العلم، وحفظة كتاب الله عز وجل.
تضمن العدد ملفاً خاصاً عن رمضان، تناول أسرار الصيام، وعلاقة رمضان بالتقوى، ومشروعية مدارسة القرآن الكريم في رمضان اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام الذي كان يتدارس كتاب الله تعالى مع جبريل عليه السلام، وتضمن الملف حديثاً عن الجود في رمضان، وعن الصبر وعلاقة الصيام به، وعن النساء والقرآن في رمضان الكريم، وتضمن قسماً خاصاً بفتاوى رمضانية.
ومن أبرز ما اشتمل عليه هذا العدد الممتاز من مجلة (ضياء) ذلك الحوار الغنيّ بالتجارب المتميّزة في حفظ كتاب الله وتعليمه وتجويده مع الشيخ المقرئ الكبير (محيي الدين حسن الكردي) الذي قدَّمته المجلة بقولها: (هو شيخنا الكبير المقرئ المدقق والإمام الزاهد والشيخ المعَّمر الذي نحسبه من عباد الله الصالحين.. أبو الحسن محيي الدين بن حسن بن مرعي بن حسن آغا بن علي الكردي الداري نسبة إلى دارة في ديار بكر، ولد سنة 1912م وهو أحد كبار فقهاء الشام وعلمائها ومقرئيها).
أما لقاء المجلة بخطاط المصحف الشهير عثمان طه فقد تضمن معلومات مهمة عن هذا الرجل الذي وهبه الله من جمال الخط ما جعله جديراً بأن يشتغل بكتابة المصحف الشريف منذ أربعين سنة، فما يكاد الإنسان يدخل مسجداً في أنحاء المعمورة إلا ويجد اسمه مرقوماً في تلك المصاحف حيث كتبها بيده، حتى أصبح إماماً في هذا الفن، ويا له من فنٍّ رفيع!
هو (عثمان عبده حسين طه من مواليد قرية ريفية قريبة من حلب عام 1934م، تلقى تعليمه الأول على يد والده، وكذلك تدرب في الخط على يده في سنٍّ مبكِّرة).
أما تقرير المجلة عن جهود الدولة في حفظ القرآن الكريم من خلال الدعم المتواصل للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن في المملكة فهو حافل بالمعلومات والأرقام التي تشير إلى جهد كبير، وفي المجلة تقرير عن جائزة فوزان الفهد لحفظ القرآن الكريم وموضوعات أخرى تستحق العناية والاهتمام.
إشارة:
في مجلة ضياء نص رسالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لحملة القرآن الكريم، ما أجملها من رسالة!