الحكومات للعالم كما الأفراد للمجتمعات.. فهم يقعون في مواقع منها ما هو مفيد فيكون العالم والمجتمع في حالة التطلع للإفادة منه.. أو مؤذٍ فيوقع العالم أو المجتمع في حالة من التوجس والتمترس اتقاء شره.. أو متوسط الحال يدفع العالم أو المجتمع إلى مساعدته وإعانته حتى يكتفي بنفسه فلا يكون عالة على غيره.. أيضاً تقع الحكومات من العالم مواقع مختلفة في نواحي الحضور والتأثير والأهمية.
ولو نظرنا إلى حالنا في المملكة العربية السعودية اليوم لوجدنا أن أرضنا تختزن ثلث الطاقة في الكرة الأرضية.. وأنه لو لم تكن تلك الطاقة موجودة وموفرة لقل نمو العالم سرعة واتساعاً.. كما سنجد أن على أرضنا قبلة الإسلام والمسلمين وبذلك فهي مهوى قلوب ربع سكان الأرض، حيث يولون وجوههم شطرها حين يصلون.
كما سنجد أن مجتمع المملكة نَعِمَ وما زال ينعم باستقرار ونمو ورفاه مجتمعي امتد ثمانين عاماً.. وهذا يفوق فترة أي رخاء يمكن أن يفتخر به أي من شعوب العالم الأخرى.
وسنجد أيضاً أن الحضور العربي والإسلامي والعالمي للمملكة هو الحضور الإيجابي دائماً الذي لا يتدخل إلا في إصلاح ذات البين.. فلا توجد له ثارات أو عداوات قديمة أو قائمة أو مؤجلة مع أحد.. إضافة إلى أن لبلادنا اليد العليا في الإعانة والإغاثة والعون.
وسنجد أيضاً أن لبلادنا صدراً رحباً متسعاً استوعب كل خلافات الأشقاء ومشاغبات أبناء العمومة والجيران.. وهذا الانشراح في الصدر تجاه الآخرين لم يكن وليد اليوم أو البارحة، بل هو نتاج ممارسات استمرت ثمانين عاماً هي عمر بلادنا وأمننا واستقرارنا الذي هو وطن مستقبلنا ومستقبل أبنائنا.
في أمثالنا الشعبية يقول المحب لمن يحب: (الله لا يبين غلاك) .. ويقصد بذلك ألا يبينه نتيجة مصيبة تظهر الحب كله الذي يعادل الروح.. ووطننا لم نر فيه ولا منه كارثةً أو وباءً أو قمعاً أو فقراً أو جهلاً أو مرضاً أو حرباً.. وفي ظل الرخاء يحلو الاسترخاء وفي ظل الرفاه يحلو الأخذ ويحلو العطاء.. وحيث إن وطننا لا يزال يعطي منذ ثمانين عاماً فلم نعرف بعدُ حلاوة البذل والمنح والعطاء للوطن.. أدام الله عز وطننا وأغناه.